ما رواه الزمخشري بسنده











ما رواه الزمخشري بسنده



- بعد ذکر قصّة مراجعة نجران -: ودعاهم الرسول صلي الله عليه و آله إلي المباهلة، قال: فأتوا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وقد غدا محتضناً الحسين عليه السلام، آخذاً بيد الحسن عليه السلام، وفاطمة عليهاالسلام تمشي خلفه، وعليّ عليه السلام خلفهما، وهو يقول: «إذا أنا دعوت فأمِّنوا».

فقال اُسقف نجران: يا معشر النصاري، إنّي لأري وجوهاً لو شاء اللَّه أن يزيل جبلاً من مکانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلکوا ولا يبقي علي وجه الأرض نصرانيّ إلي يوم القيامة.

فقالوا: يا أبا القاسم، رأينا أن لا نباهلک، وأن نُقرّک علي دينک ونثبت علي ديننا، قال: «فإذا أبيتم المباهلة فأسلموا، يکن لکم ما للمسلمين، وعليکم ما عليهم»، فأبوا، قال: «فإنّي اُناجزکم». فقالوا: ما لنا بحرب العرب طاقة، ولکن نصالحک علي أن لا تغزونا، ولا تخيفنا، ولا تردّنا عن ديننا، علي أن نؤدّي إليک کلّ عام ألفي حلّة: ألف في صفر، وألف في رجب، وثلاثين درعاً عادية من حديد. فصالحهم علي ذلک وقال: «والّذي نفسي بيده، إنّ الهلاک قد تدلّي علي أهل نجران، ولو لاعنوا لمسخوا قردة وخنازير، ولاضطرم عليهم الوادي ناراً، ولاستأصل اللَّه نجران وأهله حتّي الطير علي رؤوس الشجر، ولمّا حال الحول علي النصاري کلّهم حتّي يهلکوا».[1] .

وفيه عن عائشة: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله خرج وعليه مرط مرجّلٌ من شعر أسود، فجاء الحسن فأدخله، ثمّ جاء الحسين فأدخله، ثمّ فاطمة، ثمّ عليّ عليهم السلام، ثمّ قال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ».[2] .







  1. تفسير الکشّاف 434:1.
  2. تفسير الکشّاف 434:1.