نتيجة معاني (الرجس)











نتيجة معاني (الرجس)



الرجس علي ما يستفاد من القرآن والحديث واللغة والتفسير: هو القذارات الظاهريّة، والرذائل الخبيثة الباطنيّة، وعلي ما في آية التطهير أنّ الأئمّة المعصومين عليهم السلام قد طهّروا من کلّ ما يصدق عليه عنوان الرجس من الدنس والرذيلة والنجس. ومن الشکّ والذنب والخطيئة، ومن الحسد والغشّ، ومن الأقذار والفواحش ما ظهر منها وما بطن، وهذا يعني حصول الطهارة بمعني الکلمة، ولا تحصل هذه الطهارة وإذهاب الرجس إلّا بتوفيق من اللَّه وعناياته الخاصّة، وهذه حاصلة من اللَّه تعالي للمعصومين عليهم السلام؛ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله و عليّ وفاطمة وذرّيّتهما الي قائمهم عليهم السلام خاصّة، ولا نصيب من هذه الطهارة لغيرهم عليهم السلام.

قال المفسّر الخبير الطبرسي: واستدلّ الشيعة علي اختصاص الآية بهؤلاء الخمسة عليهم السلام بأن قالوا: إنّ لفظة (إنّما) محقّقة لما أثبت بعدها، نافية لما لم يثبت، فإنّ قول القائل: إنّما لک عندي درهم، وإنّما في الدار زيد، يقتضي أنّه ليس له عنده سوي الدرهم، وليس في الدار سوي زيد.

وإذا تقرّر هذا فلا تخلو الإرادة في الآية أن تکون هي الإرادة المحضة، أو الإرادة الّتي يتّبعها التطهير وإذهاب الرجس، ولا يجوز الوجه الأوّل؛ لأنّ اللَّه تعالي قد أراد من کلّ مکلّف هذه الإرادة المطلقة، فلا اختصاص لها بأهل البيت عليهم السلام دون سائر الخلق؛ ولأنّ هذا القول يقتضي المدح والتعظيم لهم بغير شکّ، ولا شبهة، ولا مدح في الإرادة المجرّدة، فثبت الوجه الثاني، وفي ثبوته ثبوت عصمة المعنيّين بالآية من جميع القبائح.

قد علمنا أنّ من عدا من ذکرناه من أهل البيت غير مقطوع علي عصمته، فثبت أنّ الآية مختصّة بهم لبطلان تعلّقها بغيرهم.[1] .

وقال السيّد شرف الدين (قدّه): إنّ الآية دلّت علي عصمة الخمسة عليه السلام؛ لأنّ الرجس فيها عبارة عن الذنوب، کما في الکشّاف وغيره، وقد تصدّرت بأداة الحصر، وهي (إنّما)، فأفادت إرادة اللَّه تعالي في أمرهم مقصورة علي إذهاب الذنوب عنهم وتطهيرهم منها، وهذا کنه العصمة وحقيقتها.[2] .







  1. تفسير مجمع البيان 357:8.
  2. الفصول المهمّة للسيّد شرف الدين: 217.