لفظ حديث الكساء











لفظ حديث الکساء



نذکر نصّاً لحديث الکساء متداول متعارف عليه في مجالس المؤمنين شيعة آل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يستشفي المرضي بقراءته، ويُطلب به قضاء الحاجات، وأنقله من رسالة العالم الجليل الحجّة الزاهد الشيخ محمّدتقي اليزدي البافقي عن کتاب (العوالم) للشيخ عبداللَّه البحراني، بإسناده إلي أبي بصير، عن أبان بن تغلب، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن جابر بن عبداللَّه الأنصاري رحمة اللَّه عليه أنّه قال:

بسم اللَّه الرحمن الرحيم، سمعت فاطمة الزهراء عليهاالسلام بنت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّها قالت: «دخل عليَّ أبي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في بعض الأيام[1] فقال صلي الله عليه و آله: السلام عليکِ يا فاطمة، فقلت: وعليک السلام يا أبتاه، فقال صلي الله عليه و آله: إنّي لأجد في بدني ضعفاً، فقلت له: اُعيذک باللَّه يا أبتاه من الضعف، فقال صلي الله عليه و آله: يا فاطمة، ائتيني بالکساء اليماني وغطّيني به، فأتيته وغطّيته به، وصرت أنظر إليه، فإذا هو يتلألأ کأنّه البدر في ليلة تمامه وکماله.

فما کانت إلّا ساعة، وإذا بولدي الحسن قد أقبل، فقال: السلام عليک يا اُمّاه، فقلت: وعليک السلام يا قرّة عيني، وثمرة فؤادي، فقال لي: يا اُمّاه، إنّي اُشمّ عندک رائحة طيّبة، کأنّها رائحة جدّي رسول اللَّه. فقلت: نعم - يا ولدي - إنّ جدّک تحت الکساء، فأقبل الحسن عليه السلام نحو الکساء، وقال: السلام عليک - يا جدّاه، يا رسول اللَّه - أتأذن لي أن أدخل معک؟ فقال صلي الله عليه و آله: وعليک السلام - يا ولدي - وصاحب حوضي، قد أذنت لک، فدخل معه تحت الکساء.

فما کانت إلّا ساعة فإذا بولدي الحسين قد أقبل، وقال: السلام عليکِ يا اُمّاه، فقلت: وعليک السلام يا قرّة عيني، وثمرة فؤادي، فقال لي: يا اُمّاه، إنّي اُشمّ عندک رائحة طيّبة، کأنّها رائحة جدّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقلت: نعم - يا بُنيّ - إنّ جدّک وأخاک تحت الکساء. فدنا الحسين عليه السلام نحو الکساء، وقال: السلام عليک - يا جدّاه - السلام عليک يا من اختاره اللَّه، أتأذن لي أن أکون معکما تحت هذا الکساء؟ فقال: وعليک السلام - يا ولدي - ويا شافع اُمّتي، قد أذنت لک، فدخل معهما تحت الکساء.

فأقبل عند ذلک أبو الحسن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وقال عليه السلام: السلام عليکِ يا فاطمة، يا بنت رسول اللَّه، فقلت: وعليک السلام يا أبا الحسن، ويا أمير المؤمنين، فقال: يا فاطمة، إنّي اُشمّ عندک رائحة طيّبة کأنّها رائحة أخي وابن عمّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقلت: نعم، ها هو مع ولديک تحت الکساء، فأقبل عليّ نحو الکساء، وقال: السلام عليک يا رسول اللَّه، أتأذن لي أن أکون معکم تحت الکساء؟ قال له: وعليک السلام يا أخي، وخليفتي، وصاحب لوائي في الحشر، نعم قد أذنتُ لکَ، فدخل عليّ تحت الکساء.

ثمّ أتيت نحو الکساء، وقلت: السلام عليک - يا أبتاه يا رسول اللَّه - أتأذن لي أن أکون معکم تحت الکساء؟ قال لي: وعليکِ السلام - يا بنتي ويا بضعتي - قد أذنتُ لکِ، فدخلتُ معهم. فلمّا اکتملنا، واجتمعنا جميعاً تحت الکساء، فأخذ أبي رسول اللَّه بطرفي الکساء، وأومأ بيده اليمني إلي السماء، وقال: اللّهمّ إنّ هؤلاء أهل بيتي وخاصّتي وحامّتي، لحمهم لحمي، ودمهم دمي، يؤلمني ما يؤلمهم، ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمن حاربهم، وسلم لمن سالمهم، وعدوٌّ لمن عاداهم، ومحبّ لمن أحبّهم، وإنّهم منّي وأنا منهم، فاجعل صلواتک وبرکاتک ورحمتک وغفرانک ورضوانک عليَّ وعليهم، وأذهب عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً.

فقال عزّ وجلّ: يا ملائکتي، ويا سُکّان سماواتي، إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة، ولا أرضاً مدحيّة، ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فلکاً يدور، ولا فُلکاً تسري، ولا بحراً يجري، إلّا لمحبّة هؤلاء الخمسة الذين هم تحت الکساء.

فقال الأمين جبرئيل: يا ربّ، ومن تحت الکساء؟

فقال اللَّه عزّ وجلّ: هم أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، وهم فاطمة وأبوها، وبعلها وبنوها.

فقال جبرئيل: يا ربّ، أتأذن لي أن أهبط إلي الأرض لأکون معهم سادساً؟ فقال اللَّه عزّ وجلّ: قد أذنت لک، فهبط الأمين جبرئيل، وقال لأبي: السلام عليک يا رسول اللَّه، العليّ الأعلي يقرئک السلام، ويخصّک بالتحية والإکرام، ويقول لک: وعزّتي وجلالي، إنّي ما خلقت سماءً مبنيّة، ولا أرضاً مدحيّة، ولا قمراً منيراً، ولا شمساً مضيئة، ولا فَلکاً يدور، ولا بحراً يجري، ولا فُلکاً تسري، إلّا لأجلکم ومحبّتکم، وقد أذن لي أن أدخل معکم، فهل تأذن لي أنت، يا رسول اللَّه؟ فقال أبي: وعليک السلام يا أمين وحي اللَّه، نعم، قد أذنتُ لک، فدخل جبرئيل معنا تحت الکساء.

فقال جبرئيل لأبي: إنّ اللَّه قد أوحي إليکم يقول: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»». فقال عليّ عليه السلام: يا رسول اللَّه، اخبرني ما لجلوسنا هذا تحت هذا الکساء من الفضل عند اللَّه؟

فقال صلي الله عليه و آله: والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذکر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمع من شيعتنا ومحبّينا إلّا ونزلت عليهم الرحمة، وحفّت بهم الملائکة، واستغفرت لهم إلي أن يتفرّقوا.

فقال عليّ عليه السلام: إذن - واللَّه - فزنا وفاز شيعتنا وربّ الکعبة.

فقال أبي: يا عليّ، والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، واصطفاني بالرسالة نجيّاً، ما ذکر خبرنا هذا في محفل من محافل أهل الأرض وفيه جمعٌ من شيعتنا ومحبّينا وفيهم مهموم إلّا وفرّج اللَّه همّه، ولا مغمومٌ إلّا وکشف اللَّه غمّه، ولا طالب حاجة إلّا وقضي اللَّه حاجته».

فقال عليّ: «إذن - واللَّه - فزنا وسعدنا، وکذلک شيعتنا، فازوا وسعدوا في الدنيا والآخرة، بربّ الکعبة».[2] .







  1. يظهر من هذا النقل و ما مرّ من الأخبار تکرر قضية الکساء، مرّة في بيت اُمّ سلمة، و اُخري في بيت فاطمة عليهاالسلام، و ان کان نزول الآية مرّة واحدة، کما سيأتي مع توضيحه في صفحات الآتية من کلام الامام السيّد شرف الدين رحمه الله.
  2. الإحقاق 554:2.