احاديث اُخري من أسباب النزول











احاديث اُخري من أسباب النزول



1- أخرج الحکيم الترمذي والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل، عن ابن عبّاس رضي الله عنه، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إنّ اللَّه قسّم الخلق قسمين، فجعلني في خيرهما قسماً، فذلک قوله: «وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ»[1] «وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ»[2] فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثمّ جعل القسمين أثلاثاً، فجعلني في خيرهما ثلثاً، فذلک قوله: «فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ × وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ × وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ»[3] فأنا من السابقين، وأنا خير السابقين. ثمّ جعل الأثلاث قبائل، فجعلني في خيرها قبيلة، وذلک قوله: «وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ»[4] وأنا أتقي ولد آدم، وأکرمهم علي اللَّه تعالي ولا فخر. ثمّ جعل القبائل بيوتاً، فجعلني في خيرها بيتاً، فذلک قوله: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»[5] فأنا وأهل بيتي مطهّرون من الذنوب.[6] .

2- و روي السيوطي عن ابن مردويه وابن أبي حاتم، عن قتادة، في قوله: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»، قال: هم أهل بيت طهّرهم اللَّه من السوء، واختصّهم برحمته.

وقال: وحدّث الضحّاک بن مزاحم: أنّ نبيّ اللَّه صلي الله عليه و آله کان يقول: «نحن أهل بيت طهّرهم اللَّه من شجرة النبوّة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائکة، وبيت الرحمة، ومعدن العلم».[7] .

أقول: لا يخفي أنّ هذه الأوصاف الجميلة الشريفة منحصرة في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام علي ما في الأخبار المأثورة.

3- و عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «نزلت هذه الآية: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ» الآية في خمسة: فيّ وفي عليّ وحسن وحسين وفاطمة».[8] .

4- وفيه أيضاً: عن أبي الديلم، قال: قال عليّ بن الحسين عليهماالسلام لرجل من أهل الشام: «أما قرأت في الأحزاب: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً»؟»، قال: ولأنتم هم؟ قال: عليه السلام: «نعم»[9] .

5- و عن عليّ بن إبراهيم، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالي: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ...» الآية، قال: «نزلت هذه الآية في رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وعليّ بن أبي طالب، وفاطمة، والحسن، والحسين عليهم السلام، وذلک في بيت اُمّ سلمة زوجة النبيّ صلي الله عليه و آله، فدعا رسول اللَّه عليّاً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ثمّ ألبسهم کساءاً خيبريّاً ودخل معهم فيه، ثمّ قال: «اللّهمّ هؤلاء أهل بيتي الذين وعدتني فيهم ما وعدتني، اللّهمّ أذهب عنهم الرجس، وطهّرهم تطهيراً»، فنزلت هذه الآية، فقالت اُمّ سلمة: وأنا معهم يا رسول اللَّه؟ قال: «أبشري - يا اُم سلمة - إنّک إلي خير». ثمّ قال عليّ بن ابراهيم:

وقال أبو الجارود: قال زيد بن عليّ بن الحسين عليه السلام: إنّ جهّالاً من النّاس يَزعمون إنّما أراد بهذه الآية أزواج النبيّ صلي الله عليه و آله، وقد کذبوا وأثموا، لو عني بها أزواج النبيّ لقال: ليذهب عنکنّ الرجس ويطهّرکنّ تطهيراً، ولکان الکلام کما قال: «وَاذْکُرْنَ مَا يُتْلَي فِي بُيُوتِکُنَّ»، «وَلَا تَبَرَّجْنَ»، «لَسْتُنَّ کَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ».[10] .

قال عليّ بن إبراهيم: ثمّ انقطعت مخاطبة نساءِ النبيّ، وخاطب أهل بيت رسول اللَّه، فقال: «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ...».[11] .

6- ما رواه الکليني: بسنده عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه عزّ وجلّ: «أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ».[12] فقال: «نزلت في عليّ بن أبي طالب والحسن والحسين عليهم السلام - إلي أن قال: - لکنّ اللَّه عزّ وجلّ أنزله في کتابه تصديقاً لنبيّه صلي الله عليه و آله «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنکُمُ الرِّجْسَ» الآية، فکان عليّ والحسن والحسين وفاطمة، فأدخلهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تحت الکساء في بيت اُمّ سلمة، ثمّ قال: «اللّهمّ إنّ لکلّ نبيٍّ أهلاً وثقلاً، وهؤلاء أهل بيتي وثقلي»، فقالت اُمّ سلمة: ألست من أهلک؟ فقال صلي الله عليه و آله: «إنّک إلي خير، ولکنّ هؤلاء أهلي وثقلي» - الحديث.[13] .







  1. سورة الواقعة: 27.
  2. سورة الواقعة: 41.
  3. سورة الواقعة: 10 - 8.
  4. سورة الحجرات: 13.
  5. سورة الأحزاب: 33.
  6. تفسير الدرّ المنثور 199:5 و روي الصدوق نحوه في أماليه، المجلس 92 ح 1.
  7. تفسير الدرّ المنثور 199:5.
  8. تفسير جامع البيان 5:22، والمعجم الصغير: 135.
  9. المصدر السابق 5:22.
  10. سورة الأحزاب: الآيات 32 -33 -34.
  11. تفسير عليّ بن إبراهيم 193:2، البحار 206:35.
  12. سورة النساء: 59.
  13. اُصول الکافي 287:1.