ومن ألقابه يعسوب الدين و يعسوب المؤمنين











ومن ألقابه يعسوب الدين و يعسوب المؤمنين[1]



.

قال الشارح المعتزلي: و من ألقابه يعسوب الدين و يعسوب المؤمنين، هذه کلمة قالها رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بلفظين مختلفين، تارة: أنت يعسوب الدين، واُخري: أنت يعسوب المؤمنين، والکلّ راجع إلي معني واحد، کأنّه صلي الله عليه و آله جعله عليه السلام رئيس المؤمنين وسيّدهم، أو جعل الدين يتبعه ويقفو أثره حيث سلک کما يتبع النحل اليعسوب، وهذا نحو قوله صلي الله عليه و آله: «وأدر الحقّ معه کيف دار».[2] .

وفي (ينابيع المودّة) عن أنس، قال: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «عليّ يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين».[3] .

وفي (نهج البلاغة) قال عليّ عليه السلام: «أنا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الفجّار».[4] .

قال السيّد الرضيّ: «ومعني ذلک: أنّ المؤمنين يتّبعوني، والفجّار يتّبعون المال کما يتّبع النحل يعسوبها وهو رئيسها».[5] .

وفي (أعيان الشيعة) عن مسند أحمد بن حنبل وحلية الأولياء: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ: «أنت يعسوب الدين، والمال يعسوب الظلمة».[6] .

وفي (أعيان الشيعة) عن مسند أحمد وحلية الأولياء: قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعليّ: «هذا يعسوب المؤمنين، وقائد الغرّ المحجّلين».[7] .

وفي (مجمع البحرين): قال عليّ عليه السلام: «کنت للمؤمنين يعسوباً[8] [9] .

وقال ابن الجوزي في (تذکرة الخواصّ): ويسمّي عليّ عليه السلام يعسوب المؤمنين؛ لأنّ اليعسوب أمير النحل، وهو أحزمهم[10] يقف علي باب الکوارة[11] کلّما مرّت به نحلة شمّ فاها، فإن وجد منها رائحة منکرة علم أنّها رعت حشيشة خبيثة، فيقطعها نصفين ويلقيها علي باب الکوارة ليتأدّب بها غيرها، وکذا عليّ عليه السلام يقف علي باب الجنّة فيشمّ أفواه النّاس، فمن وجد منه رائحة بغضه ألقاه في النّار.[12] .







  1. اليعسوب: ملک النحل، ومنه قيل للسيّد: يعسوب قومه، راجع کشف الغمّة - باب المناقب 93:1.
  2. شرح ابن أبي الحديد 224:19.
  3. ينابيع المودّة: 185.
  4. نهج البلاغة، الکلمات القصار 308.
  5. المصدر المتقدّم.
  6. أعيان الشيعة 326:1.
  7. أعيان الشيعة 326:2.
  8. اليعسوب: أمير النحل وکبيرهم وسيّدهم، تُضرب به الأمثال؛ لأنّه إذا خرج من کوره تبعه النحل بأجمعه، ومعني الحديث: «يلوذون بي کما تلوذ النحل بيعسوبها» مقدّمها وسيّدها، راجع مجمع البحرين 121:2، مادة «عسب».
  9. مجمع البحرين 121:2، مادة «عسب».
  10. أحزمهم: أقواهم وأشدّهم.
  11. الکوار والکوارة: شي ء يتّخذ للنحل من القضبان.
  12. تذکرة الخواصّ: 16.