المقدمة











المقدمة



عليٌّ في القرآن والسنّة

لم ينزل في القرآن الکريم في شخصٍ ما نزل في أمير المؤمنين عليّ عليه السلام، سيّما في باب الإمامة والخلافة والفضائل والمناقب، کما لم يرد من السنّة المبارکة في صحابيّ أو تابعي ما ورد فيه عليه السلام، وهذا يحکي لنا کونه عليه السلام القدوة والاُسوة بعد الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله، ولا يدانيه أحد في هذا المضمار.

وإذا لم يُصرّح باسمه المبارک في الآيات القرآنية النازلة بحقّه عليه السلام لمصالح ما[1] فإنّ الروايات والأخبار المتواترة الواردة عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعن صحابته المتّقين (رضي اللَّه عنهم) تکشف عن هذه الحقيقة بشکل جليّ، وهي کثيرة جدّاً رغم تعرّض مناقبه عليه السلام للطمس والتحريف والتغيير.

روي الخطيب البغدادي بسنده، عن ابن عبّاس، قال: «نزلت في عليّ رضي الله عنه ثلاثمائة آية».[2] .

ورواه ابن حجر في (الصواعق)[3] وابن عساکر في (تاريخه.[4] .

وأخرج الشبلنجي عن ابن عبّاس، قال: ليست آية في کتاب اللَّه تعالي: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» إلّا وعليّ عليه السلام أوّلها وأميرها وشريفها. قال: وأخرجه الطبراني وابن أبي حاتم عن ابن عبّاس.[5] .

أقول: ورواه الحاکم الحسکاني[6] والخوارزمي[7] وابن عساکر[8] والکنجي الشافعي.[9] .

وقال: أخرج ابن عساکر عن ابن عبّاس، قال: ما نزل في أحد من کتاب اللَّه تعالي ما نزل في عليّ عليه السلام.[10] .

وقد ألّف القدامي، کالطبراني، وأبي نعيم، ومحمّد بن مؤمن الشيرازي، وغيرهم رسائل خاصّة أفردوها لهذا الباب باسم (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السلام)، أو (النازل في القرآن في عليّ عليه السلام)، أو نحوهما.

ويمکن القول إنّه لا يمکن تحديد عدد الآيات بثلاثمائة آية وحسب؛ لأ نّنا إذا راعينا الدقّة في أسباب النزول وتفسير القرآن فسنجد من الآيات النازلة بحقّ عليّ وأهل البيت عليهم السلام أکثر بکثير من العدد المذکور، وإذا أردنا توضيح جميع ما جاء في شأنه عليه السلام، فإنّنا سنکون بحاجة إلي مجلّدات قد يضيق بها الکتاب أو القارئ الکريم ذرعاً، لذا فقد اکتفينا بذکر نبذة من الآيات النازلة فيه عليه السلام، والروايات والأخبار الّتي تذکر سبب النزول، ونحيل القارئ العزيز إلي مظانّها الأصلية.[11] .

أمّا الروايات المتواترة الّتي جاءت في ولايته ووصايته وخلافته، أو في فضائله ومناقبه وکراماته، فهي کثيرة، مثل: حديث الغدير، وسدّ الأبواب، والطير المشوي، والثقلين، وردّ الشمس، وباب مدينة العلم، وغيرها.

روي الحاکم بإسناده عن أحمد بن حنبل، قال: ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من الفاضئل أکثر ما جاء لعليّ بن أبي طالب عليه السلام.[12] .

ورواه ابن عساکر[13] وابن حجر، وکذا قال النسائي وغير واحد.[14] .

وقد أشرنا إلي الآيات النازلة في عليّ عليه السلام في فصول من هذا الجزء، وتعقبها بعض الفصول في الروايات الّتي وردت في هذا المجال، کما وسنشير أيضاً في نهاية هذا الجزء إلي خمسين آية اُخري من القرآن الکريم نزلت بحقّ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام مع الروايات الدالّة علي أسباب النزول.

المؤلّف







  1. في الکافي (282:1): روي عن أبي بصير في حديث طويل، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: فقلت له: إنّ النّاس يقولون: فما له لم يسمّ عليّاً وأهل بيته في کتاب اللَّه عزّ وجلّ؟ قال: فقال عليه السلام: «قولوا لهم: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله نزلت عليه الصلاة ولم يسمّ اللَّه له ثلاثاً ولا أربعاً، حتّي کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هو الّذي فسّر ذلک لهم، ونزلت عليه الزکاة ولم يسمّ لهم من کلّ أربعين درهماً درهم حتّي کان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله هو الّذي فسّر ذلک لهم» - الحديث.
  2. تاريخ بغداد 221:6.
  3. الصواعق المحرقة: 76.
  4. تاريخ دمشق: ح 533، عنه في نور الأبصار: 90.
  5. نور الأبصار: 90 - 87.
  6. شواهد التنزيل: 54 - 48.
  7. مناقب الخوارزمي: 188، الفصل 17.
  8. تاريخ دمشق: ح 928.
  9. کفاية الطالب: 139، الباب 31.
  10. نور الأبصار: 90.
  11. کشواهد التنزيل، ونور الأبصار، وإحقاق الحقّ: ج14، و في تفاسير العيّاشي، القمّي، البرهان، نور الثقلين، وغيرها.
  12. المستدرک 107:3، شواهد التنزيل 18:1.
  13. تاريخ دمشق: ح 1108.
  14. تهذيب التهذيب 298:7.