سبب نشأة الخوارج
قال هشام بن محمّد: ولمّا دخل عليّ عليه السلام الکوفة انعزلت عنه الخوارج، وکانوا اثني عشر ألفاً، وأتوا حروراء[1] فنزلوا بها، نسب إليها الحروريّة، ونادي مناديهم: أنّ أمير القتال شبث بن ربعي التميمي، وأمير الصلاة عبداللَّه بن الکوّاء اليشکري[2] ونادوا: لا حکم إلّا للَّه، فقال عليّ عليه السلام: «کلمةُ حقٍّ يُرادُ بها باطل».[3] . قال المبرد: وبعث الإمام عليه السلام صعصعة بن صوحان العبدي مع زياد بن نصر الحارثي وعبداللَّه بن العبّاس إلي القوم، فلم يرتدعوا.[4] .
لمّا تقرّر التحکيم غادر الإمام صفّين وقصد نحو الکوفة، وبقي في الکوفة، وکان من إفرازات التحکيم نشوء فرقة الخوارج، فبينما الإمام عليه السلام ينتظر انقضاء السنة، أي مدّة الهدنة الّتي بينه وبين معاوية ليرجع إلي المقاتلة والحرب، انعزلت عنه الخوارج.