ما جري بين عليّ وأصحابه بعد قصّة التحكيم











ما جري بين عليّ وأصحابه بعد قصّة التحکيم



لمّا بلغ عليّاً عليه السلام ما کان من أمر أبي موسي وعمرو، قال: «إنّي کنتُ تقدّمت اليکم في هذه الحکومة، ونهيتکم عنها، فأبيتم إلّا عصياني، فکيف رأيتم عاقبة أمرکم إذ أبيتم عليّ؟ واللَّه! إنّي لأعرف من حملکم علي خلافي، والترک لأمري، ولو أشاء أخذه لفعلت، ولکنّ اللَّه من ورائه - يريد بذلک الأشعث بن قيس - واللَّه أعلم، وکنت فيما أمرت به کما قال أخو بني خثعم:


أَمَرْتُکُمُ أَمْرِي بمُنْعَرَجِ اللِّوَي
فَلَمْ تَسْتَبِينُوا الرُّشْدَ[1] إِلَّا ضُحي الْغَدِ»


من دعا إلي هذه الحکومة فاقتلوه قتله اللَّه، ولو کان تحت عمامتي هذه[2] ألا إنّ هذين الرجلين الخاطئين اللذين اخترتموهما حکمين قد ترکا حکم اللَّه وحکما بهوي أنفسهما بغير حجّة ولا حقّ معروفٍ، فأماتا ما أحيا القرآن، وأحييا ما أماته، واختلف في حکمهما کلامهما، ولم يرشدهما إليه ولم يوفّقهما، فبرئ اللَّه منهما ورسوله وصالح المؤمنين، فتأهّبوا للجهاد، واستعدوا للمسير، وأصبحوا في عساکرکم إن شاء اللَّه».[3] .







  1. وفي نهج البلاغة (الخطبة 35): «فلم يستبينوا النُّصح إلّا ضحي الغدِ».
  2. يعني: ولو کان الداعي إلي الحکومة أنا بنفسي أيضاً.
  3. مروج الذهب 412:2.