نصيحة ابن عبّاس لأبي موسي الأشعري











نصيحة ابن عبّاس لأبي موسي الأشعري



روي ابن ابي الحديد عن المدائني: لمّا أجمع أهل العراق علي طلب أبي موسي، وأحضروه للتحکيم علي کُرهٍ من عليّ عليه السلام، أتاه عبداللَّه بن عبّاس وعنده وجوه النّاس وأشرافهم، فقال له: يا أبا موسي، إنّ النّاس لم يرضوا بک، ولم يجتمعوا عليک لفضلٍ لا تشارک فيه، وما أکثر أشباهک من المهاجرين والأنصار والمتقدّمين قبلک! ولکنّ أهل العراق أبوا إلّا أن يکون الحَکَمُ يمانيّاً، ورأوا أنّ معظم أهل الشام يمانٍ، وأيمُ اللَّه إنّي لأظنّ ذلک شرّاً لک ولنا، فإنّه قد ضُمّ إليک داهية العرب، وليس في معاوية خلّة يستحقّ بها الخلافة، وساق الکلام في ذلک إلي أن قال: وإنّ عليّاً بايعه القوم الذين بايعوا أبا بکر وعمر وعثمان وإنّها بيعة هدي، وإنّه لم يقاتل إلّا العاصين والناکثين.

فقال أبو موسي: رحمک اللَّه، واللَّه ما لي إمامٌ غير عليّ، وإنّي لواقف عند ما رأي، وإنّ حقّ اللَّه أحبُّ إليَّ من رضا معاوية وأهل الشام، وما أنت وأنا إلّا باللَّه.[1] .







  1. شرح ابن أبي الحديد 246:2.