عليّ ونصيحته لعمرو بن العاص











عليّ ونصيحته لعمرو بن العاص



علي ما نقله بعض المورخين: أنّ عليّاً عليه السلام أوصي شريح بن هاني أن يقول لعمرو بن العاص: أنّ عليّاً يقول لک: «إنّ أفضل النّاس عند اللَّه عزّ وجلّ مَن کان العملُ بالحقّ أحبّ إليه، وإن نقصه من الباطل وإن زاده، يا عمرو، واللَّه إنّک لتعلم أين موضع الحقّ، فَلِمَ تتجاهل؟! وإن اُوتيتَ طمعاً يسيراً کنت للَّه به ولأولايائه عدوّاً وکأنّ واللَّه ما اُوتيتَ قد زال عنک، ويحک فلا تکن للخائنين خصيماً.[1] وللظالمين ظهيراً، أما إنّي أعلم بيومک الّذي أنت فيه نادم وهو يوم وفاتک، تتمنّي أنّک لم تُظهر لمسلم عداوة ولم تأخذ علي حکم رشوة»، فلمّا بلغه تغيّر وجهه، ثمّ قال: متي کنتُ أقبل مشورة عليّ، أو أنتهي إلي أمره، أو أعتدّ برأيه؟ فقال له شريح: وما يمنعک - يابن النابغة - أن تقبل من مولاک وسيّد المسلمين بعد نبيّهم مشورته؟ - الحديث.[2] .







  1. الخصيم هنا بمعني المدافع، أي لا تکن مدافعاً وحامياً للخائنين، وهو اقتباس من قوله تعالي في سورة النساء: 105: «إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللَّهُ وَلَا تَکُن لِلْخَائِنِينَ خَصِيماً».
  2. راجع: تاريخ الطبري 50:4، والکامل في التاريخ 394:2.