سيرة عليّ في صفّين











سيرة عليّ في صفّين



کان عليّ عليه السلام بسيرته في صفّين يحاول المحافظة علي السلم والسلام والأمان کما فعل في يوم الجمل، فلم يزل يرسل الأفراد إلي معاوية للتفاهم وحسم النزاع، وکان معاوية مصرّاً علي الحرب والقتال.

روي المسعودي: ولمّا کان أوّل يوم من ذي الحجّة (بعد نزول عليّ عليه السلام علي هذا الموضع بيومين) بعث إلي معاوية يدعوه إلي اتّحاد الکلمة والدخول في جماعة المسلمين، وطالت المراسلة بينهما، فاتّفقوا علي الموادعة إلي آخر المحرّم من سنة سبع وثلاثين، وامتنع المسلمون عن الغزو في البحر والبرّ لشغلهم بالحروب، ولمّا کان في اليوم الآخر من المحرّم قبل غروب الشمس بعث عليّ عليه السلام إلي أهل الشام:

«إنّي قد احتججت عليکم بکتاب اللَّه ودعوتکم إليه، وإنّي قد نبذت إليکم علي سواء، إنّ اللَّه لا يهدي کيد الخائنين»، فلم يردّوا عليه جواباً إلّا السيف بيننا وبينک أو يهلک الأعجز منّا.[1] .







  1. مروج الذهب 387:2.