خطبة عليّ لأجل إخلاء شريعة الفرات











خطبة عليّ لأجل إخلاء شريعة الفرات



عندما لاحظ الإمام عليه السلام شدّة العطش في أصحابه، ولم يوثّر ما قاله صعصعة بن صوحان في معاوية وأصحابه، ولاحظ التجاوب والاستعداد من قِبل رؤساء أصحابه للقتال، خطب فيهم خطبة مؤثّرة ومهيّجة وقال:

«قَدِ اسْتَطْعَمُوکُمُ الْقِتَالَ، فَأَقِرُّوا عَلَي مَذَلَّةٍ، وَتَأْخِيرِ مَحَلَّةٍ؛ أَوْ رَوُّوا السُّيُوفَ مِنَ الدِّمَاءِ تَرْوَوْا مِنَ الْمَاءِ، فَالمَوْتُ فِي حَيَاتِکُمْ مَقْهُورِينَ، وَالْحَيَاةُ في مَوْتِکُمْ قَاهِرِينَ. أَ لَا وَإِنَّ مُعَاوِيَةَ قَادَ لُمَةً مِنَ الْغُوَاةِ وَعَمَّسَ عَلَيْهِمْ الْخَبَرَ، حَتَّي جَعَلُوا نُحُورَهُمْ أَغْرَاضَ الْمَنِيَّةِ».[1] .

وفي هذا الکلام من الحسن واللطف ما لا يخفي؛ إذ من المعلوم أنّ الإقرار بالعجز والثبات علي الذلّة مکروه بالطبع، والتروّي من الماء للعطاش محبوب بالطبع، والعاقل لا يختار المکروه علي المحبوب قطعاً بل يُرجّحه عليه ويتوصّل إليه ولو بتروية سيفه من الدماء، فيکون القتال محبوباً عنده أيضاً مع کونه مکروهاً بالطبع من أجل إيصاله إلي المطلوب.







  1. نهج البلاغة، الخطبة 51.