مبيت عليّ وجيشه عطاشي
روي المسعودي: وبات عليّ عليه السلام وجيشه في البرّ عطاشي، قد حيل بينهم وبين الورود إلي الماء، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: إنّ عليّاً لا يموت عطشاً هو وتسعون ألفاً من أهل العراق وسيوفهم علي عواتقهم، ولکن دعهم يشربون ونشرب؟ فقال معاوية: لا واللَّه! أو يموتون عطشاً کما مات عثمان. وخرج عليّ عليه السلام يدور في عسکره بالليل فسمع قائلاً وهو يقول: أيمنعنا القوم ماء الفرات وفينا الصلاة وفينا الصيام ثمّ مرّ بآخر عند راية ربيعة وهو يقول: أيمنعنا القوم ماء الفرات وفينا عليّ له صولة ونحن غداة لقينا الزبير فما بالنا أمس اُسد العرين قال الراوي: فحرّک ذلک عليّاً عليه السلام، ثمّ مضي إلي رايات کندة، فإذا إنسان يُنشد إلي جانب منزل الأشعث وهو يقول: لئن لم يُحَلَّ اليوممَ کُربَةً فنشرب من ماء الفرات بسيفه قال: فلمّا سمع الأشعث قول الرجل قام فأتي عليّاً عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين، أيمنعنا القوم ماء الفرات وأنتَ فينا والسيوف في أيدينا، خلِّ عنّا وعن القوم، فواللَّه لا نرجع حتّي نرده أو نموت، ومُر الأشتر فيعلُوَ بخيله، ويقف حيث تأمره، فقال عليّ عليه السلام: «ذلک إليکم».[5] .
روي نصر بن مزاحم: ومکث أصحاب عليّ عليه السلام بغير ماء، واغتمّ عليّ عليه السلام بما فيه أهل العراق.[1] .
وفينا عليّ وفينا الهدي
وفينا المناجون تحت الدجي
وفينا الرماح وفينا الحَجف[2] .
إذا خَوّفوه الردي لم يخف
وطلحَة خُضنا غِمار[3] التَّلف
وما بالنا اليوم شاء النّجف[4] .
من الموت فيها للنفوس بقيَّةُ
فَهبنا اُناساً قبلَ ذاک فموَّتوا