مسير معاوية إلي صفّين وسبقه عليّاً واستيلاؤه علي الفرات











مسير معاوية إلي صفّين وسبقه عليّاً واستيلاؤه علي الفرات



قال المسعودي: وسار معاوية من الشام، وقد تنوزع في مقدار من کان معه، فمکثّر ومقلّل، والمتّفق عليه من قول الجميع خمس وثمانون ألفاً، فسبق عليّاً عليه السلام إلي صفّين، وعسکر في موضع سهل أفْيَح اختاره قبل قدوم عليّ عليه السلام، علي شريعة لم يکن علي الفرات في ذلک الموضع أسهل منها للوارد إلي الماء، وما عداها أخراق عالية، ومواضع علي الماء وعرة، ووکّل أبا الأعور السلمي بالشريعة مع أربعين ألفاً علي مقدّمته، وبات عليّ عليه السلام وجيشه في البرّ عطاشي، قد حيل بينهم وبين الورود إلي الماء، فقال عمرو بن العاص لمعاوية: إنّ عليّاً لا يموت عطشاً هو وتسعون ألفاً من أهل العراق وسيوفهم علي عواتقهم، ولکن دَعْهُم يشربون ونشرب؟ فقال معاوية: لا اللَّه! أو يموتوا عطشاً کما مات عثمان - الحديث.[1] .

ثمّ قال: ولمّا وصل معاوية وجيشه إلي صفّين، وکان ورودهم قبل جيش عليّ عليه السلام، وَکّل أبا الأعور السلمي علي الفرات مع أربعين ألفاً.[2] .

ووصل مالک الاشتر ومعه أربعة آلاف رجل، وهم مقدّمة الجيش العلوي، فاصطدموا بأبي الأعور وأزالوهم عن الفرات، فوصل معاوية مع الجيش الجرّار، فانسحب الأشتر عن الفرات، فاستولي معاوي وأصحابه علي شاطئ الفرات وصار الماء بأيديهم، فوصل الإمام ومعه مائة ألف إنسان ويزيدون، فأمر الإمام أن ينزلوا ويضعوا أثقالهم وأحمالهم، وتسرّع بعضهم إلي ناحية معاوية واقتتلوا قتالاً قليلاً.[3] .

وروي نصر بن مزاحم: لمّا غلب أهلُ الشام علي الفرات فرحوا بالغلبة، وقال معاوية: يا أهل الشام، هذا - واللَّه - أوّل الظفر، لا سقاني اللَّه، ولا أبا سفيان، إن شربوا منه أبداً حتّي يُقتلوا بأجمعهم عليه، وتباشر أهل الشام - الحديث.[4] .







  1. مروج الذهب 384:2.
  2. المصدر السابق: 385.
  3. عليّ من المهد إلي اللحد: 332.
  4. وقعة صفّين: 163.