العفو العامّ بعد حرب الجمل وعدوته إلي الکوفة
وهکذا کان الرسول الأکرم صلي الله عليه و آله في فتح مکّة، إذ أصدر عفواً بإطلاقه جميع کفّار مکّة، وهکذا کان فعل عليّ عليه السلام في حرب الجمل، حيث أعفي عائشة وطلحة والزبير وصفح وتجاوز عن خطئهم، وکذا تعامل مع أهل البصرة وعامّة المشارکين في حرب الجمل.
إنّ أمير المؤمنين عليه السلام کان کالرسول الأعظم صلي الله عليه و آله في التعامل مع أعدائه، فعندما تکون الغلبة والتمکّن له علي أعدائه، وعندما يکون عدوّه کافاً عنه وليس له مردّ ولا ما يلجأ إليه ليستعيد قوّته مجدّداً، فإنّه يعفو عنه ويغضّ عنه النظر.