تذکير عليّ طلحة
وعنه أيضاً عن مروان بن الحکم أنّه قال: رجع الزبير ويرجع طلحة، ما اُبالي رميتُ هاهنا أم هاهنا، فرماه في أکْحَلِه فقتله، وقيل: قُتِل طلحة في ذلک اليوم ولم يُعرَف قاتله، فمرّ به عليّ عليه السلام بعد الوقعة في موضعه في قنطرة قرّة، فوقف عليه فقال: «إنّا للَّه وإنّا إليه راجعون، واللَّه لقد کنت کارهاً لهذا، أنتَ واللَّه کما قال القائل: فتيً کان يُدنيه الغني من صديقه کأنّ الثُّريّا عُلّقت في يمينه وهو عليه السلام يمسح عن جبينه الغُبار ويقول: «وَکَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً».[2] .
قال المسعودي: وحين رجع الزبير عن المعرکة نادي عليّ عليه السلام طلحة وقال: «يا أبا محمّد، ما الّذي أخرجک؟»، قال طلحة: الطلب بعدم عثمان؟! قال عليّ عليه السلام: «قتل اللَّه أولانا بدم عثمان، أما سمعت رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: «اللّهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»، وأنت أوّلُ من بايعني، ثمّ نکثتَ وقد قال اللَّه عزّ وجلّ: «فَمَن نَکَثَ فَإِنَّمَا يَنکُثُ عَلَي نَفْسِهِ»، فقال: أستغفر اللَّه، ثمّ رجع.[1] .
إذا ما هو استغني ويُبعده الفقر
وفي خدِّه الشعري وفي الآخر البدر