مبايعة النّاس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بعد قتل عثمان











مبايعة النّاس أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب بعد قتل عثمان



بويع عليّ عليه السلام بالمدينة بالخلافة الظاهرية يوم الجمعة لخمس بقين من ذي الحجّة في خمس وثلاثون سنة من الهجرة، وکان قتل عثمان يوم الجمعة لثمان عشرة ليلة خلت من ذي الحجّة، فکان بين قتل عثمان وبيعة عليّ عليه السلام سبعة أيّام، وقيل: إنّه بويع بعد خمسة أيّام من قتل عثمان، وقيل: بعد أربعة أيّام، وقيل: بعد ثلاثة أيّام.

وروي الحاکم في النيشابوري: أنّه استخلف عليّ بن أبي طالب عليه السلام خمس وثلاثين و هو ابن ثمان وخمسين سنة وأشهر.[1] .

و روي الطبري في تاريخه و غيره من المورخين: أنّه لمّا قتل عثمان اجتمع أصحاب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من المهاجرين والأنصار، وفيهم: طلحة والزبير، فأتوا عليّاً عليه السلام فقالوا له: إنّه لا بدّ للنّاس من إمام؟ قال عليه السلام: «لَا حاجَةَ لِي فِي أَمْرِکُم، فَمَن اخْتَرْتُمْ رَضِيتُ بِهِ..»، فقالوا: ما نختار غيرک، وتردّدوا إليه مراراً وقالوا له في آخر ذلک: إنّا لا نعلم أحداً أحقّ به منک، لا أقدم سابقةً، ولا أقرب قرابة من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال عليه السلام: «لَا تَفْعَلُوا بي، فَإِنِّي أَکُونُ وَزِيراً خَيْراً مِنْ أَنْ أَکُونَ أَمِيراً»، قالوا: واللَّه! ما نحن بفاعلين حتّي نبايعک؟ قال عليه السلام: «ففي المسجد، فإنّ بيعتي لا تکون خفيّةً، ولا تکون إلّا في المسجد»، وکان عليه السلام في بيته، فخرج إلي المسجد وليه إزارٌ وعمامة خزّ ونعلاه في يده متوکّئاً علي قوس، فبايعه النّاس، وکان أوّل من بايعه من النّاس طلحة بن عبيداللَّه، فنظر إليه حبيب بن أبي ذؤيب فقال: إنّا للَّه! أوّل من بدأ بالبيعة يد شلّاء، لا يتمّ هذا الأمر، ثمّ بايعه الزبير، ولمّا أراد طلحة والزبير أن يبايعا قال لهما عليّ عليه السلام: «إن أحببتما أن تبايعاني، وإن أحببتما بايعتکما؟»، فقالا: بل نبايعک، وجاؤوا بسعد بن أبي وقّاص، فقال عليّ عليه السلام: «بايع؟»، فقال: لا، حتّي يبايع النّاس، واللَّه! ما عليک منّي بأس، فقال: «خلّوا سبيله»، وجاؤوا بعبداللَّه بن عمر، فقالوا: بايع؟ فقال: لا، حتّي يبايع النّاس، فقال عليه السلام: «ائتني بکفيل؟»، قال: أري کفيلاً، فقال الأشتر: دعني أضرب عنقه، فقال الإمام: «دعوه أنا کفيله!».[2] .







  1. المستدرک 122: 3.
  2. راجع: الکامل في التاريخ 302:2، والفصول المهمّة لابن الصبّاغ المالکي: 63، وتاريخ الطبري 450:3.