نظرة في حروب أمير المؤمنين في خلافته











نظرة في حروب أمير المؤمنين في خلافته



لا يخفي ان الحروب الواقعة في خلافة مولانا عليّ عليه السلام من حيث دور حياته عليه السلام تناسب ان يبحث في آخر زمان حياته المبارکة و عصر حکومته، امّا حيث ان بحثنا في غزواته عليه السلام و مجاهدته نتعرض هنا في حروبه الّتي في خلافته من الجمل و صفين و النهروان:

فنقول إنّ حياة حياة عليّ عليه السلام في کلّ صورها الموزّعة بين الجهاد والعبادة والتقوي والصبر ومرافقة الرسول الأکرم ومئات، بل وآلاف، الصور الاُخري، کانت جميعاً نموذجاً حيّاً للإنسان الحرّ المتفکّر، وکذا کانت حروبه الثلاث الّتي حدثت أثناء خلافته درساً آخر نستلهم منه العبر، ونحن نستضي ء بالتعرُّفِ علي شخصيّته عليه السلام وقداسته من خلال مواقفه أوّلاً، ثمّ من خلال تصرّفات أعدائه ومواقفهم؛ لأنّ الأشياء تعرف بأضدادها، فالضوء يتجلّي في الظلمة، والبياض في السواد، والإسلام في الجاهلية.

کان عليّ عليه السلام نموذجاً للفضيلة والعدل وصفات الخير بعد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وکان أعداء عليّ عليه السلام نموذجاً للباطل والانحراف والجهل، ولم يواجه أيّ مصلح اجتماعي علي طول التاريخ أعداءً کالذين واجههم عليّ عليه السلام في خلافته من حيث التنوّع واختلاف الأهداف، وقد نبّه علي ذلک رسول الإسلام صلي الله عليه و آله؛ إذ قال له: «ستقاتل بعدي الناکثين والقاسطين والمارقين»[1] وکذلک ذکر أمير المؤمنين هذه الطوائف في الخطبة المعروفة بالشقشقيّة بقوله: «فَلَمّا نَهَضْتُ بالْأَمْرِ نَکَثَتْ طَائِفَةٌ (أصحاب الجمل)، وَمَرَقَتْ أُخْرَي (أصحاب النهروان) وَقَسَطَ آخَرُونَ (أصحاب صفّين).[2] .







  1. شرح ابن أبي الحديد 201:1.
  2. نهج البلاغة، الخطبة 3 (الشقشقيّة).