موامرة المنافقين











موامرة المنافقين



ولمّا ارتحل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عن ثنية الوداع متوجّهاً إلي تبوک عقد الألوية والرايات، ودفع صلي الله عليه و آله لکلّ بطن من الأنصار ومن قبائل العرب لواء وراية (يعني لبعضهم راية ولبعضهم لواء)، وکان قد اجتمع جمع من المنافقين في بيت سويلم اليهودي، فقال بعضهم لبعض: أتحسبون جلاد[1] بني الأصفر[2] کقتال العرب بعضهم بعضاً، واللَّه لکأنّ الصحابة غداً مقرنون في الحبال، يقولون ذلک إرجافاً وترهيباً للمؤمنين، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله - عند ذلک - لعمّار بن ياسر (رضي اللَّه عليه): «أدرک القوم فإنّهم قد احترقوا، فاسألهم عمّا قالوا: فإن أنکروا فقل: بل قلتم: کذا وکذا». فانطلق إليهم عمّار، فقال ذلک لهم، فأتوا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يعتذرون إليه، وقالوا: إنّما کنّا نخوض ونلعب، فأنزل اللَّه تعالي: «وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا کُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ».[3] .







  1. الجلاد: الضرب السيوف.
  2. بني الأصفر: کناية عن أهل الروم.
  3. السيرة الحلبيّة 131:3، والآية 65 من سورة التوبة.