غزوة تبوك وسببها











غزوة تبوک وسببها



ويقال لها: غزوة العسيرة، ويقال لها: الفاضحة؛ لأنّها أظهرت حال کثير من المنافقين، ووقعت في شهر رجب سنة تسع من الهجرة.

وسبب ذلک: أنّه بلغ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أنّ الروم قد جمّعت جموعاً کثيرة بالشام، وأنّهم قدّموا مقدّماتهم إلي البلقاء، وکان ذلک في عسرة في النّاس، وجدب في البلاد، وشدّة من نحو الحرّ، وحين طابت الثمار والنّاس يحبّون المقام في ثمارهم وظلالهم، ولذلک سمّي ذلک الجيش بجيش العسرة، وکان رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قلّما يخرج في غزوة إلّا کنّي عنها وورّي بغيرها إلّا ما کان من غزوة تبوک؛ لبعد الشُّقّة، وشدّة الزمن، وکثرة العدوّ، وليأخذ النّاس اُهبتهم، وأمر النّاس بالجهاز، وبعث إلي مکّة وقبائل العرب ليستنفرهم، وخصّ أهل الغني علي النفقة والحمل في سبيل اللَّه، وأکّد عليهم في طلب ذلک، فتحمّلوا صدقات کثيرة في سبيل اللَّه من المسلمين من الرجال والنساء، وکانت تلک آخر غزوات رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

فلمّا تجهّز رسول اللَّه صلي الله عليه و آله سار بالنّاس وهم ثلاثون ألفاً، وقيل: أربعون ألفاً، وقيل: سبعون ألفاً، وکانت الخيل عشرة آلاف فرس، وخلّف علي المدينة عليّ بن أبي طالب عليه السلام، وتخلّف عنه عبد اللَّه بن اُبيّ ابن سلول، ومن کان من المنافقين بعد أن خرج بهم، وعسکر عبداللَّه بن اُبيّ علي ثنيّة الوداع أي أسفل منها؛ لأنّ معسکره صلي الله عليه و آله کان علي ثنيّة الوداع، وکان عسکر عبداللَّه بن اُبيّ أسفل منه.[1] .







  1. راجع: السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 129:3، وأعيان الشيعة 282:1، وتاريخ الطبري 366:2، والکامل في التاريخ 635:1.