انفراد عليّ في هذه الغزاة بمناقب لم يشاركه غيره من الاُمّة











انفراد عليّ في هذه الغزاة بمناقب لم يشارکه غيره من الاُمّة



قال الشيخ المفيد رحمه الله: فانظر الآن إلي مناقب أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الغزاة وتأمّلها، وفکّر في معانيها، تجده عليه السلام قد تولّي کلّ فضل کان فيها، واختصّ من ذلک بما لم يشرکه فيه أحد من الاُمّة.

وذلک أنّه عليه السلام ثبت مع النبي صلي الله عليه و آله عند انهزام کافّة النّاس، إلّا النفر الذين کان ثبوتهم بثبوته عليه السلام وذلک أنّا قد أحطنا علماً بتقدّمه في الشجاعة والبأس والصبر والنجدة علي العبّاس والفضل - ابنه - وأبي سفيان بن الحارث والنفر الباقين، لظهور أمره في المقامات الّتي لم يحضرها أحدٌ منهم، واشتهار خبره في منازلة الأقران وقتل الأبطال، ولم يُعرف لأحدٍ من هؤلاء مقام من مقاماته، ولا قتيل عُزي إليهم بالذِّکر.

فعلم بذلک أنّ ثبوتهم کان به عليه السلام، ولولاه کانت الجناية علي الدين لا تتلافي، وأنّ بمقامه ذلک المقام وصبره مع النبيّ صلي الله عليه و آله کان رجوع المسلمين إلي الحرب، وتشجّعهم في لقاء العدوّ.

ثمّ کان من قتله أبا جرول متقدّم المشرکين ما کان هو السبب في هزيمة القوم وظفر المسلمين بهم.

وکان من قتله عليه السلام الأربعين الذين تولّي قتلهم، الوهنُ علي المشرکين وسبب خذلانهم وهلعهم وظفر المسلمين بهم...[1] .

و روي الکليني في ذلک عن أبي عبداللَّه عليه السلام: قتل عليّ بن أبي طالب عليه السلام بيده يوم حنين أربعين.[2] .







  1. الإرشاد 149: 1.
  2. روضة الکافي: 308، ح 566.