غزوة حنين وسببها











غزوة حنين وسببها



حنين: اسم موضع قريب من الطائف، وفي کلام بعضهم: إلي جنب ذي المجاز، وقيل: اسم لما بين مکّة والطائف.

وتسمّي غزوته بغزوة حنين، وأيضاً بغزوة هوازن، ويقال لها أيضاً: غزوة أوطاس باسم الموضع الّذي کانت به الواقعة في آخر الأمر، واتّفقت في شوّال سنة ثمان للهجرة بعد فتح مکّة.

وسببها: أنّه لمّا فتح اللَّه علي رسوله مکّة أطاعت له قبائل العرب إلّا هوازن وثقيفاً، فأهلهما کانوا طغاة عتادة مردة.[1] .

في السيرة الحلبيّة (ما ملخّصه): لمّا فتح اللَّه علي رسوله صلي الله عليه و آله مکّة مشت أشراف هوازن وثقيف بعضها إلي بعض، فخافوا أن يغزوهم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقالوا: قد فرغ لنا فلا مانع له دوننا، فحشدوا وبغوا وجمعوا إلي مالک بن عوف النصري جموع کثيرة، فأمر النّاس بأخذ أموالهم ونسائهم وأبنائهم معهم ونزلوا بأوطاس.

ولمّا سمع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله باجتماعهم أرسل إليهم عبداللَّه بن أبي حدرد الأسلمي، وأمره أن يدخل فيهم ويسمع منهم ما أجمعوا عليه، فدخل فيهم ومکث فيهم يوماً أو يومين وسمع، ثمّ أتي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فأخبره الخبر، وخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله في اثني عشر ألفاً: ألفان من أهل مکّة والعشرة آلاف الذين فتح اللَّه بهم مکّة، فلمّا قربوا من محل العدوّ صفّهم ووضع الألوية والرايات مع المهاجرين والأنصار، فلواء المهاجرين أعطاه عليّاً عليه السلام.[2] .

وروي الطبري في تاريخه، عن عروة أنّه قال: أقام النبيّ صلي الله عليه و آله بمکّة عام الفتح نصف شهر لم يزد علي ذلک حتّي جاءت هوازن وثقيف، فنزلوا بحنين - وحنين واد إلي جنب ذي المجاز - وهم يومئذٍ عامدون يريدون قتال النبيّ صلي الله عليه و آله، وکانوا قد جمعوا قبل ذلک حين سمعوا بمخرج رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من المدينة، وهم يظنّون أنّه يريدهم حيث خرج من المدينة، فلمّا أتاهم أنّه قد نزل مکّة أقبلت هوازن عامدين إلي النبيّ صلي الله عليه و آله وأقبلوا معهم بالنساء والصبيان والأموال، ورئيس هوازن يومئذٍ مالک بن عوف أحدُ بني نصر، وأقبلت معهم ثقيف حتّي نزلوا حنيناً يريدون النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا حدّث النبيّ صلي الله عليه و آله وهو بمکّة أن قد نزلت هوازن وثقيف بحنين يسوقهم مالک بن عوف أحد بني نصر وهو رئيسهم يومئذٍ عمد النبيّ صلي الله عليه و آله حتّي قدم عليهم فوافاهم بحنين فهزمهم اللَّه عزّ وجلّ، وکان فيها ما ذکر اللَّه عزّوجلّ في الکتاب، وکان الّذي ساقوا من النساء والصبيان والماشية غنيمة أغنمها اللَّه عزّوجلّ رسوله صلي الله عليه و آله، فقسّم أموالهم فيمن کان أسلم معه من قريش.[3] .







  1. راجع تفسير المنار 245:10، وتفسير الکاشف 24:4، وتاريخ الطبري 344:2، والسيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 106:3.
  2. السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 106:3.
  3. تاريخ الطبري 344:2، وروي ابن هشام نحوه في السيرة 624:4، طبع دار إحياء التراث العربي - بيروت.