ومنها صعوده علي منكبي رسول اللَّه وإلقاء الصنم من فوق الكعبة











ومنها صعوده علي منکبي رسول اللَّه وإلقاء الصنم من فوق الکعبة



روي الحلبي و السيرة: عن عليّ، قال: «انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله ليلاً حتّي أتي الکعبة، فقال: اجلس، فجلست إلي جنب الکعبة، فصعد رسول اللَّه علي منکبي، ثمّ قال: انهض، فنهضتُ، فلمّا رأي ضعفي تحته، قال: اجلس، فجلست، ثمّ قال: يا عليّ، اصعد علي منکبي، ففعلت».[1] .

وفي (مستدرک الحاکم) وغيره، بالإسناد عن أبي مريم الثقفي المدائني، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام، قال: «انطلق بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله حتّي أتي بي الکعبة، فقال لي: اجلس، فجلستُ إلي جنب الکعبة، فصعد النبيّ علي منکبي، ثمّ قال لي: انهض؟ فنهضتُ، فلمّا رأي ضعفي تحته، قال لي: اجلس، فجلستُ، فقال: يا عليّ، اصعد علي منکبي، فصعدت علي منکبيه، ثمّ نهض بي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فلمّا نهض بي خيّل إليَّ لو شئت نلت اُفق السماء، فصعدت فوق الکعبة، وتنحّي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، فقال لي: ألق صنمهم الأکبر؟ صنم قريش - وکان من نحاس موتّداً بأوتاد من حديد إلي الأرض - فقال لي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: عالجه، ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله يقول: إيهٍ إيهٍ «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ کَانَ زَهُوقاً»[2] فلم أزل اُعالجه حتّي استمکنت منه، فقال: اقذفه، فقذفتُه وتکسّر، وتروّيت من فوق الکعبة، فانطلقت أنا والنبيّ صلي الله عليه و آله وخشينا أن يرانا أحدٌ من قريش أو غيرهم».[3] .

وفي (السيرة الحلبيّة): قيل لعليّ عليه السلام: کيف کان حالک؟ وکيف وجدت نفسک حين کنت علي منکب رسول اللَّه صلي الله عليه و آله؟ فقال: «کان من حالي أنّي لو شئت أن أتناول الثريّا لفعلت».[4] .

و قال المفيد: ولمّا دخل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المسجد، وجد فيه ثلاثمائة وستّين صنماً، بعضها مشدود إلي بعض بالرصاص، فقال لأمير المؤمنين عليه السلام أعطني - يا عليّ - کفّاً من الحصي، فقبض له أمير المؤمنين کفّاً، فناوله فرماها به، وهو يقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ کَانَ زَهُوقاً»، فما بقي منها صنم إلّا خرّ لوجهه، ثمّ أمر فاُخرجت من المسجد وطرحت وکسرت.[5] .

ثمّ قال أيضاً: وفيما ذکرناه من أعمال أمير المؤمنين عليه السلام في قتل من قتل من أعداء اللَّه بمکّة، وإخافة من أخاف، ومعونة رسول اللَّه صلي الله عليه و آله علي تطهير المسجد من الأصنام، وشدّة بأسه في اللَّه وقطع الأرحام في طاعة اللَّه عزّ وجلّ، أدلّ دليل علي تخصّصه من الفضل بما لم يکن لأحد منهم سهم فيه حسبما قدّمناه.[6] .







  1. السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 86:3.
  2. سورة الإسراء: 81.
  3. مستدرک الحاکم 367:2، وفرائد السمطين 249:1، ح 193، ونحوه في ينابيع المودّة: 254.
  4. السيرة النبويّة بهامشه السيرة الحلبيّة 86:3 و نحوه تذکرة الخواصّ: 34.
  5. الإرشاد: 124، الفصل 24، الباب 2، وکشف الغمّة - باب المناقب: 291.
  6. المصدر السابق: 124، الفصل 36، الباب2.