ومنها قصّة حاطب وأخذ الكتاب من المرأة











ومنها قصّة حاطب وأخذ الکتاب من المرأة



ومن فضائله عليه السلام في فتح مکّة أخذ کتاب حاطب بن أبي بلتعة من امرأة سوداء في طريق المدينة ومکّة، وجاء به إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله کما مرّ شرحه في هذا الفصل، فراجعه.[1] .

قال المفيد (قدّس اللَّه روحه): وهذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه، وفيها أنّ به تمّ لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله التدبير في دخول مکّة وکفي مؤونة القوم، وما کان يکرهه من معرفتهم بقصده إليهم حتّي فجأهم بغتةً، ولم يثق في استخراج الکتاب من المرأة إلّا بأمير المؤمنين عليه السلام، ولا أستنصح في ذلک سواه، ولا عوّل علي غيره، وکان به کفايته المهمّ وبلوغه المراد وانتظام تدبيره، وصلاح أمر المسلمين وظهور الدين، ولم يکن في إنفاذ الزبير مع أمير المؤمنين عليه السلام فضل يعتدّ به لأنّه لم يکف مُهمّاً، ولا أغني بمضيّه شيئاً، وإنّما أنفذه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لأنّه في عِداد بني هاشم من جهة اُمّه صفيّة بنت عبدالمطّلب، فأراد أن يتولّي العمل بما استسرّ به من تدبيره خاصّ بأهله، وکان الزبير شجاعاً، وفيه إقدام مع النسب الّذي بينه وبين أمير المؤمنين عليه السلام، فعلم أنّه يساعده علي ما بعثه له؛ إذ کان تمام الأمر لهما، فراجع إليهما بما يخصّهما ممّا يعمّ بني هاشم من خير أو شرّ، وکان الزبير تابعاً لأمير المؤمنين عليه السلام ووقع منه فيما أنفذه فيه ما لم يوافق صواب الرأي، فتدارکه أمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ قال: وفيما شرحناه في هذه القصّة بيان اختصاص أمير المؤمنين من المنقبة والفضيلة بما لم يشرکه فيه غيره، ولا داناه سواه بفضل يقاربه فضلاً عن أن يکافئه، واللَّه المحمود.[2] .







  1. راجع أيضاً تفسير مجمع البيان 269:9، وتفسير الکشّاف 88:4.
  2. الإرشاد 59: 1.