منها قصّة أبي سفيان في المدينة











منها قصّة أبي سفيان في المدينة



قال الشيخ المفيد: وکان الّذي فعله أمير المؤمنين عليه السلام بأبي سفيان حينما جاء إلي المدينة ليؤکّد العهد - کما مرّ شرحه - من أصوب رأي لتمام أمر المسلمين، وأصحّ تدبير، وتمّ به لرسول اللَّه صلي الله عليه و آله في القوم ما تمّ، ألا يري وأنّه صدق أبا سفيان عن الحال، ثمّ لان له بعض اللين حتّي خرج عن المدينة وهو يظنّ أنّه علي شي ء، فانقطع بخروجه علي تلک الحال موادّ کيده الّتي کان يتشعّث بها الأمر علي النبيّ صلي الله عليه و آله؛ وذلک أنّه لو خرج آيساً حسب ما آيسه الرجلان لتجدّد للقوم من الرأي في حربه، والتحرّز منه ما لم يخطر ببال، مع مجي ء أبي سفيان إليهم بما جاء، إذ کان يقيم بالمدينة علي التمحّل لتمام مراده بالاستشفاع إلي النبيّ صلي الله عليه و آله فيتجدّد بذلک أمر يصدّ النبيّ صلي الله عليه و آله عن قصد قريش، أو يثبّطه عنهم تثبيطاً يفوته معه المراد، وکان التوفيق من اللَّه تعالي مقارناً لرأي أمير المؤمنين (سلام اللَّه عليه)، فيما رآه من تدبير الأمر مع أبي سفيان، حتّي انتظم بذلک للنبيّ (صلوات اللَّه عليه) من فتح مکّة ما أراد.[1] .







  1. راجع الإرشاد 134: 1.