دخل رسول اللَّه مكّة هاتفاً بقوله: «جاء الحقّ و...»











دخل رسول اللَّه مکّة هاتفاً بقوله: «جاء الحقّ و...»



روي الحلبي في السيرة: دخل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله يوم الفتح من کداء (من أعلي مکّة) وهو راکب علي ناقته القصواء، مردفاً اُسامة بن زيد بکرة يوم الجمعة واضعاً رأسه الشريف علي رحله تواضعاً للَّه تعالي حين رأي ما رأي من فتح اللَّه تعالي مکّة وکثرة المسلمين، ثمّ قال: «اللّهمّ إنّ العيش عيش الآخرة»، وکان لواء رسول اللَّه أبيض، ولمّا نزل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مکّة ورأي بيوت مکّة وقف، فحمد اللَّه وأثني عليه وقرأ سورة الفتح حتّي جاء البيت، وطاف به سبعاً علي راحلته.

وقال ابن عبّاس: دخل رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مکّة يوم الفتح وعلي الکعبة ثلاثمائة وستّون صنماً، لکلِّ حيٍّ من أحياء العرب صنم، شدّ إبليس أقدامها بالرصاص، فجاء صلي الله عليه و آله ومعه قضيب فجعل يهوي به إلي کلّ صنم منها فيخرّ لوجهه، ويقول: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ کَانَ زَهُوقاً»[1] حتّي مرّ عليها کلّها، وانتهي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله إلي المقام، وهو يومئذٍ لاصق بالکعبة.[2] .

و روي في (البحار): عن أبي عبداللَّه عليه السلام أنّه قال: لمّا قدم رسول اللَّه صلي الله عليه و آله مکّة يوم افتتحها، فتح باب الکعبه فأمر بصور في الکعبة فطمست، ثمّ أخذ بعضادتي الباب، فقال: «لا إله إلّا اللَّه، وحده لا شريک له، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، ماذا تقولون؟ وماذا تظنّون؟» قالوا: نظنّ خيراً ونقول خيراً، أخٌ کريم، وابن أخ کريم، وقد قدرت، قال: «فإنّي أقول کما قال يوسف: «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْکُمُ الْيَوْمَ...» - الحديث.[3] .







  1. سورة الإسراء: 81.
  2. راجع: السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 84:3 و 85.
  3. بحار الأنوار 135:21.