قدوم خزاعة إلي المدينة لتخبر رسول اللَّه الخبر
يا ربّ إنّي ناشد محمّداً إنّ قريشاً أخلفوک الموعدا هم بيّتونا بالوتير هجّدا فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «نصرت يا عمرو بن سالم»، ودمعتْ عينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقال: «لا نصرت إن لم أنصر بني کعب - يعني خزاعة - ممّا أنصر به نفسي».[1] . قالت عائشة: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صبيحة الواقعة قال لها: «لقد حدث في خزاعة حدث»، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، أتري قريشاً يجترئون علي نقض العهد الّذي بينک وبينهم؟ فقال: «ينقضون العهد لأمر يريده اللَّه»، فقلت: خير؟ قال صلي الله عليه و آله: «خير».[2] . وفي رواية: وقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعمرو بن سالم وأصحابه: «ارجعوا وتفرّقوا في الأودية» ليخفي مجيئهم للنبيّ صلي الله عليه و آله. فرجعوا وتفرّقوا، فذهبت فرقة إلي الساحل وفيهم عمرو بن سالم، وفرقة فيهم بديل بن ورقاء لزمت الطريق.[3] .
فلمّا ناصرت قريش بني بکر علي خزاعة، ونقضوا ما کان بينهم وبين رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من العهد والميثاق، ندموا، وجاء الحارث بن هشام إلي أبي سفيان وأخبره بما فعل القوم، فقال: هذا أمر لم أشهده ولم أغب عنه، وإنّه لشرّ واللَّه ليغزونا محمّد، وعند ذلک خرج عمرو - وقيل: عُمر - بن سالم الخزاعي سيّد خزاعة في أربعين راکباً من خزاعة، فيهم بديل بن ورقاء الخزاعي حتّي قدم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المدينة ودخل المسجد، ووقف علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو جالس في المسجد بين النّاس، وقال في أبيات:
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
ونقضوا ميثاقک المؤکّدا
وقتلونا رُکّعاً وسُجّدا