قدوم خزاعة إلي المدينة لتخبر رسول اللَّه الخبر











قدوم خزاعة إلي المدينة لتخبر رسول اللَّه الخبر



فلمّا ناصرت قريش بني بکر علي خزاعة، ونقضوا ما کان بينهم وبين رسول اللَّه صلي الله عليه و آله من العهد والميثاق، ندموا، وجاء الحارث بن هشام إلي أبي سفيان وأخبره بما فعل القوم، فقال: هذا أمر لم أشهده ولم أغب عنه، وإنّه لشرّ واللَّه ليغزونا محمّد، وعند ذلک خرج عمرو - وقيل: عُمر - بن سالم الخزاعي سيّد خزاعة في أربعين راکباً من خزاعة، فيهم بديل بن ورقاء الخزاعي حتّي قدم علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله المدينة ودخل المسجد، ووقف علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وهو جالس في المسجد بين النّاس، وقال في أبيات:


يا ربّ إنّي ناشد محمّداً
حلف أبينا وأبيه الأتلدا


إنّ قريشاً أخلفوک الموعدا
ونقضوا ميثاقک المؤکّدا


هم بيّتونا بالوتير هجّدا
وقتلونا رُکّعاً وسُجّدا


فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «نصرت يا عمرو بن سالم»، ودمعتْ عينا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وقال: «لا نصرت إن لم أنصر بني کعب - يعني خزاعة - ممّا أنصر به نفسي».[1] .

قالت عائشة: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله صبيحة الواقعة قال لها: «لقد حدث في خزاعة حدث»، قالت: فقلت: يا رسول اللَّه، أتري قريشاً يجترئون علي نقض العهد الّذي بينک وبينهم؟ فقال: «ينقضون العهد لأمر يريده اللَّه»، فقلت: خير؟ قال صلي الله عليه و آله: «خير».[2] .

وفي رواية: وقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لعمرو بن سالم وأصحابه: «ارجعوا وتفرّقوا في الأودية» ليخفي مجيئهم للنبيّ صلي الله عليه و آله. فرجعوا وتفرّقوا، فذهبت فرقة إلي الساحل وفيهم عمرو بن سالم، وفرقة فيهم بديل بن ورقاء لزمت الطريق.[3] .







  1. السيرة الحلبيّة 71:3، وراجع: الکامل في التاريخ 610:1.
  2. السيرة الحلبيّة 71:3.
  3. المصدر السابق: 72.