ما جري للفرسان الذين كانوا مع عمرو بن عبدودّ











ما جري للفرسان الذين کانوا مع عمرو بن عبدودّ



وکان الفرسان الذين کانوا مع عمرو والذين ذکرت أسماؤهم ستّة، وهم: 1 - منبه بن عثمان. 2 - نوفل بن عبداللَّه المخزومي. 3 - هبيرة بن أبي وهب المخزومي. 4 - عکرمة بن أبي جهل. 5 - ضرار بن الخطّاب الفهري. 6 - وحسل بن عمرو بن عبدودّ.

أمّا الخمسة الأوّلون منهم فإنّهم لمّا رأوا ما جري علي عمرو هربوا راجعين لا يلوون علي شي ء؛ لأنّهم علموا أنّهم لو بقوا کان نصيبهم نصيب عمرو، فإنّه کان أشجعهم ومقدّمهم، واشتغل عليّ عليه السلام عنهم بأخذه رأس عمرو إلي النبيّ صلي الله عليه و آله، فلمّا عاد مسرعاً ليلحقهم ويحمي الثغرة، وجدهم قد هربوا، فبعضهم أسرع فطفر الخندق وسلم وهما: عکرمة، ألقي رمحه وهرب، وضرار. وقتل منهم رجلان: منبه، أصابه سهم فمات منه بمکّة، ونوفل اقتحم الخندق فتورّط فيه، فرموه بالحجارة، فقال: يا معشر العرب، قتلة أحسن من هذه، فنزل إليه عليّ عليه السلام فقتله - وفي رواية: ضربه بالسيف فقطعه نصفين - ولحق عليّ عليه السلام هبيرة فأعجزه وضرب قربوس سرجه فسقطت درع له کان قد احتقبها، وقد لحقه قبل أن يعبر الخندق، وهبيرة فارس وعليٌّ راجل، فلذلک فاته هرباً ولم يقدر إلّا علي ضرب قربوس سرجه، ولو وقف له لقتله، فطفر الخندق وسلم.

وأمّا حسل بن عمرو (وهو سادسهم)، فروي ابن هشام في سيرته عن ابن شهاب الزهري، قال: کان مع عمرو وابنه حسل فقتله عليّ عليه السلام ولعلّه قتله قبل أن يهرب ولذلک قالوا: إنّ من قتل من الهاربين اثنان ولو کان معهم لکانوا ثلاثة، ولا شکّ أنّ منبهاً، وعکرمة، وضراراً بعد ما وصلوا من هزيمتهم إلي عسکر المشرکين أخبروهم بما جري لعمرو وبما أوجب هزيمتهم، ففتّ ذلک في أعضادهم.[1] .

وفي (البحار): ووقعت الجفلة[2] بالمشرکين، فانهزموا أجمعين، وتفرّقت الأحزاب خائفين مرعوبين.[3] .







  1. انظر: أعيان الشيعة 396:1.
  2. الجفلة: الهرب والهزيمة.
  3. بحار الأنوار 216:20.