ايراد ابن تيميّة علي الحديث وجوابه











ايراد ابن تيميّة علي الحديث وجوابه



عن ابن تيمية - علي عادته المعلومة في إنکار ما يثبت فضل عليّ عليه السلام وأهل بيته ولو کان متواتراً مسلّماً - قال: وهذا الحديث (أي ضربة عليّ يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين) من الأحاديث الموضوعة الّتي لم ترد في شي ء من الکتب الّتي يعتمد عليها ولا بسند ضعيف، وکيف يکون قتل کافر أفضل من عبادة الثقلين الإنس والجنّ ومنهم الأنبياء؟ قال: بل إنّ عمرو بن عبدودّ هذا لم يعرف له ذکر إلّا في هذه الغزوة.[1] .

الجواب:

قال برهان الدين الحلبي الشافعي في السيرة في معرض ردّه علي قول ابن تيميّة:

أوّلاً: يردّه قوله: «إنّ عمرو بن عبدودّ هذا لم يعرف له ذکر إلّا في هذه الغزوة)، قول ليس له أصل، وکان عمرو بن عبدودّ قد قاتل يوم بدر حتّي أثبتته الجراحة فلم يشهد يوم اُحد، فلمّا کان يوم الخندق خرج معلماً، أي جعل له علامة يعرف بها ليري مکانه.

ويردّه أيضاً: أنّه نذر لا يمسّ رأسه دهناً حتّي يقتل محمّداً صلي الله عليه و آله!!

وأمّا ثانياً: فاستدلاله بقوله: «وکيف يکون قتل کافر أفضل من عبادة الثقلين؟»، وفيه نظر؛ لأنّ قتل هذا کان فيه نصرة للدين وخذلان للکافرين، روي في تفسير الفخر: أنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله قال لعليّ عليه السلام - بعد قتله لعمرو بن عبدودّ -: «کيف وجدت نفسک معه يا عليّ»، قال: «وجدته لو کان أهل المدينة کلّهم في جانب وأنا في جانب لقدرت عليهم».[2] انتهي.

وثالثاً: أنّ هذا الحديث مرويّ في کتب کثير من أهل السنّة، کما أشرنا إلي بعضها، فإيراده مطروح بدءاً.







  1. السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 320:2، وراجع أعيان الشيعة أيضاً 397:1.
  2. السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 320:2، وراجع أعيان الشيعة أيضاً 397:1.