امتياز عليّ في هذه الغزوة باُمور لم يشاركه فيها أحد











امتياز عليّ في هذه الغزوة باُمور لم يشارکه فيها أحد



وممّا ذکرنا آنفاً في (تفاصيل هذه الغزوة وکذا ممّا لم نذکرها توخّياً عن الإطالة)، تظهر امتيازات لعليّ عليه السلام لم يشارکه فيها أحدٌ من الأصحاب، ولن تحصل هذه الامتيازات لأحد بعده أيضاً، نذکر هنا بعضها:

منها: أنّه عليه السلام کان صاحب راية رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فيها کما کان يوم بدر صاحب لواء[1] المهاجرين.

ومنها: قتله عليه السلام أصحاب لواء المشرکين، وهم سبعة أو تسعة، أوّلهم طلحة بن أبي طلحة الّذي کان يسمّي کبش الکتيبة لشجاعته، ولذلک کبّر رسول اللَّه صلي الله عليه و آله عند قتله تکبيراً عالياً إظهاراً للسرور بقتله، وکبّر معه المسلمون، فکان قتله أوّل فتح شدّ قلوب المسلمين وأوهن المشرکين.

ومنها: ثباته عليه السلام مع رسول اللَّه صلي الله عليه و آله وعدم فراره بعد ما فرّ عنه النّاس جميعهم، أو أکثرهم، وأسلموه إلي عدوّه، فمنهم من صعد في الجبل، ومنهم من فرّ إلي المدينة، ومنهم إلي خارجها، کان عود من عاد منهم بسبب ثباته عليه السلام وتوجّه العتاب من اللَّه تعالي إلي کافّتهم لهزيمتهم يومئذٍ سواه، ومن ثبت معه من رجال الأنصار وکانوا ثمانية، وقيل خمسة، وقيل: أربعة، وقيل: لم يثبت معه أحدٌ إلّا عليّ عليه السلام.

ومنها: أنّه عليه السلام کان هو المحامي عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله والدافع عنه کتائب المشرکين الذين صمدوا لقتله.

ومنها: أنّ أکثر المقتولين يومئذٍ قتلاه.

ومنها: ترکه عليه السلام الإجهاز علي طلحة بن أبي طلحة حياءً وکرماً وعدم سلبه کما لم يسلب عمر بن عبد ودّ يوم الخندق.

ومنها: أنّه عليه السلام أخذ بيد رسول اللَّه صلي الله عليه و آله لمّا سقط في إحدي الحفر الّتي کان حفرها أبو عامر الراهب ليقع فيها المسلمون، ممّا دلّ علي ملازمته للنبيّ صلي الله عليه و آله أينما کان وأينما ذهب، وحبس نفسه علي حمايته.

ومنها: أنّه عليه السلام حمل الماء بدرقته من المهراس إلي النبيّ صلي الله عليه و آله.

ومنها: أنّه عليه السلام أرسله إلي النبيّ صلي الله عليه و آله بعد انصراف قريش عن المعرکة لينظر ما يصنعون، هل قصدوا المدينة أو مکّة.[2] .







  1. الراية هي العلم الأکبر، واللواء دونها.
  2. راجع في هذا المجال أعيان الشيعة 390:1.