علي يواصل جهاده وتصيبه جراحات وينادي من السماء: لا فتي...











علي يواصل جهاده وتصيبه جراحات وينادي من السماء: لا فتي...



جاء في الرواية أنّه کلّما حملت طائفة علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله (يوم اُحد) استقبلهم أمير المؤمنين عليه السلام، فيدفعهم عن رسول اللَّه ويقتلهم حتّي انقطع سيفه، فلمّا انقطع سيفه جاء إلي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: «يا رسول اللَّه، إنّ الرجل يقاتل بالسلاح، وقد انقطع سيفي»، فدفع إليه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله سيفه ذا الفقار، فقال: «قاتل بهذا»، ولم يکن يحمل علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله أحد إلّا استقبله أمير المؤمنين عليه السلام، فإذا رأوه رجعوا، فانحاز رسول اللَّه إلي ناحية اُحد، فوقف وکان القتال من وجه واحد، وقد انهزم أصحابه، فلم يزل أمير المؤمنين يقاتلهم حتّي أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة، فتحاموه وسمعوا منادياً من السماء:


لا سيف إلّا ذو الفقار
ولا فتي إلّا عليّ


فنزل جبرئيل علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: يا محمّد، هذه واللَّه المواساة، فقال رسول اللَّه: «لأنّي منه وهو منّي»، فقال جبرئيل: وأنا منکما.[1] .

وفي حديث: قال عليّ عليه السلام: «فما ضربت به أحداً إلّا وقدّه نصفين».[2] .

وفي (الکافي) بسنده عن نعمان الرازي، عن أبي عبداللَّه عليه السلام، قال: «انهزم النّاس يوم اُحد عن رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فغضب غضباً شديداً»، قال: «وکان إذا غضب انحدر عن جبينيه مثل اللؤلؤ من العرق»، قال: «فنظر فإذا عليّ عليه السلام إلي جنبه»، فقال له: «الحق ببني أبيک مع من انهزم عن رسول اللَّه»، فقال: «يا رسول اللَّه، لي بک اُسوة»، قال: «فاکفني هؤلاء»، فحمل فضرب أوّل من لقي منهم، فقال: جبرئيل عليه السلام: إنّ هذه لهي المواساة يا محمّد، فقال: «إنّه منّي وأنا منه»، فقال جبرئيل: «وأنا منکما يا محمّد»، فقال أبو عبداللَّه عليه السلام: «فنظر رسول اللَّه إلي جبرئيل علي کرسيّ من ذهب بين السماء والأرض وهو يقول:


لا سيف إلّا ذو الفقا
ر ولا فتي إلّا عليّ»[3] .


وفي (فرائد السمطين) بسنده عن أبي رافع، قال: لمّا قتل عليّ عليه السلام أصحاب الألوية يوم اُحد أبصر النبيّ صلي الله عليه و آله جماعة من مشرکي قريش فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم وفرّق جماعتهم، وقتل هشام بن اُميّة المخزومي، ثمّ أبصر النبيّ صلي الله عليه و آله جماعة من مشرکي قريش، فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم ففرّق جماعتهم، وقتل عمروبن عبداللَّه الجمحي، ثمّ أبصر النبيّ صلي الله عليه و آله جماعة - أو جمعاً - من مشرکي قريش، فقال لعليّ: «احمل عليهم»، فحمل عليهم وفرّق جماعتهم وقتل يشکر بن مالک، فأتي جبرئيل عليه السلام النبيّ صلي الله عليه و آله فقال: إنّ هذه لهي المواساة، فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «إنّه منّي وأنا منه»، فقال جبرئيل: وأنا منکما!! فسمعوا صوتاً ينادي:


لا سيف إلّا ذو الفقا
ر ولا فتي إلّا عليّ[4] .


و عن عکرمة، عن عليّ عليه السلام: «قال لي النبيّ صلي الله عليه و آله يوم اُحد: أما تسمع مديحک في السماء إنّ ملکاً اسمه رضوان ينادي:


لا سيف إلّا ذو الفقا
ر ولا فتي إلّا عليّ


قال: ويقال: إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله نودي في هذا اليوم:


نادِ عليّاً مظهر العجائب
تجده عوناً لک في النوائب


کلّ غمّ وهمّ سينجلي
بولايتک يا عليّ يا عليّ يا عليّ[5] .







  1. انظر البحار 54 - 53: 20.
  2. المصدر السابق: 78.
  3. روضة الکافي: 95، حديث 90.
  4. فرائد السمطين 257:1، ح198.
  5. بحار الأنوار 73:20.