قول أبي سفيان: لنا عُزّي... وإجابة رسول اللَّه











قول أبي سفيان: لنا عُزّي... وإجابة رسول اللَّه



روي أصحاب التفسير والحديث والتاريخ، عن ابن عبّاس أنّه قال: لمّا کان يوم اُحد صعد أبو سفيان الجبل، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللّهمّ إنّه ليس لهم أن يعلونا»، فمکث أبو سفيان ساعة، وقال: يوماً بيوم، إنّ الأيّام دولٌ[1] وإنّ الحرب سجال[2] فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «أجيبوه»، فقالوا: لا سواء، قتلانا في الجنّة، وقتلاکم في النّار. فقال أبو سفيان: لنا عُزّي، و لا عزّي لکم. فقال النبيّ صلي الله عليه و آله: «اللَّه مولانا ولا مولي لکم». فقال أبو سفيان: اُعْلُ هُبَل، اُعْلُ هُبَل.[3] فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «اللَّه أعلي وأجلّ».[4] .

وصفّ المشرکون صفوفهم وکان لهم ميمنة وميسرة فيهما مائتا فرس، وخالد بن الوليد في الميمنة، وعکرمة بن أبي جهل في الميسرة[5] والتقي المسلمون المشرکين واشتعلت نار الحرب، وقامت علي قدم وساق - الخبر.

ونحن نقتطف من الواقعة موقف عليّ بن أبي طالب عليه السلام فيها، ودوره في القتال، وما أصابه من العناء.







  1. وتلک الأيّام نداولها: نصرفها مرّة لفرقة، ومرّة عليها.
  2. الحرب سجال: تارة لهم، وتارة عليهم.
  3. عُزّي وهبل صنمان کبيران لقريش في مکّة، وقوله: «اُعْلُ»، أي أظهر دينک أو ازدد علوّاً.
  4. راجع: تفسير القمّي 111:1، والبحار 23:20، والکامل في التاريخ 556:1.
  5. دائرة المعارف الإسلاميّة الشيعيّة: ج1 - باب معرکة اُحد.