اشعار في قصّة المبيت











اشعار في قصّة المبيت



في (فرائد السمطين)، بسنده عن حکيم بن جبير، عن عليّ بن الحسين عليه السلام، قال: «إنّ أوّل من شري نفسه ابتغاء رضوان اللَّه هو عليّ بن أبي طالب عليه السلام».

(قال): «وقال عليّ عند مبيته علي فراش رسول اللَّه صلي الله عليه و آله:


وقيت بنفسي خير من وطئ الحصي
ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر


رسول اللَّه خاف أن يمکروا به
فنجّاه ذو الطول الإله من المکر


وبات رسول اللَّه في الغار آمناً
موقيً وفي حفظ الإله وفي ستر


وبتّ أراعيهم وما يثبتونني
وقد وطّنت نفسي علي القتل والأسر[1] .


وأنشأ الحميري في ذلک:


ومَن ذا الّذي قد بات فوق فراشه
وأدني وساد المصطفي فتوسّدا


وخمَّر منه وجهه بلحافه
ليدفع عنه کيد من کان أکيدا


فلمّا بدا صبح يلوح تکشّفت
له قطع من حالک اللون أسودا


ودارت به أحراسهم يطلبونه
وبالأمس ما سبّ النبيّ وأوعدا


أتوا طاهراً والطيب والطهر قد مضي
إلي الغار يخشي فيه أن يتورّدا


فهمّوا به أن يقتلوه وقد سطوا
بأيديهم ضرباً مقيماً ومقعدا[2] .


وله أيضاً:


باتوا وبات علي الفراش ملفّقاً
فيرون أنّ محمّداً لم يذهب


حتّي إذا اطّلع الشميط[3] کأنّه
في الليل صفحة خدادهم معرب


ثاروا لأحداج الفراش[4] فصادفت
غير الّذي طلبت أکفّ الخيّب


فوقاه بادرة الحتوف بنفسه
حذراً عليه من العدوّ المجلب


حتّي تغيب عنهم في مدخل
صلّي الإله عليه من متغيّب[5] .


وأنشأ دعبل:


وهو المقيم علي فراش محمّد
حتّي وقاه کايداً ومکيدا


وهو المقدّم عند حومات الندي
ما ليس ينکر طارفاً وتليدا[6] .


وأنشأ ابن حمّاد:


باهي به الرحمن أملاک العلي
لما انثني من فرش أحمد يهجع


يا جبرئيل وميکائيل فإنّني
آخيت بينکما وفضلي أوسع


أفئن بدا في واحد أمري فمن
يفدي أخاه من المنون ويقنع


فتوثّقا کلّ يضنّ بنفسه
قال الإله أنا الأعزّ الأرفع


إنّ الوصيّ فدي أخاه بنفسه
ولفعله زلفي لديّ وموضع


فتلهبطا ولتمنعا من رامه
أم من له بمکيده يتسرّع[7] .


وهناک مزيد من الأشعار في هذا المجال، والطالب يرجع إلي مظانّها.







  1. المناقب للخوارزمي: 137، فرائد السمطين 330:1، رقم 256، روي ابن شهرآشوب في المناقب (60:2) هذه الأبيات مع زيادة، والزيادة هي:


    وبات رسول اللَّه في الغار آمناً
    وذلک في حفظ الإله وفي ستر


    أردت به نصر الإله تبتّلاً
    وأضمرته حتّي اُوسّد في قبر

  2. المناقب لابن شهرآشوب 60:2.
  3. الشميط: الصبح.
  4. ثاروا: أي هاجروا. والحدج: الجمل، ومرکب من مراکب النساء کالهودج.
  5. المصدر السابق 61:2.
  6. المصدر السابق 63:2، الحومة:البحر، والطارف: المال الحديث أو المستحدث، ويقابله التليد.
  7. المناقب لابن شهرآشوب 65:2.