بذل عليّ نفسه حفاظاً علي رسول اللَّه ونزلت الآية في شأنه











بذل عليّ نفسه حفاظاً علي رسول اللَّه ونزلت الآية في شأنه



أرفع درجات الجود والسخاء هو الإيثار، والإيثار هو أن يجود المرء بماله مع الحاجة إليه، وأفضل الإيثار وأحسنه أن يجود المرء بنفسه، وأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام في إيثار المال معروف، وذلک متداول علي لسان المحبّ والمبغض، حتّي نزلت في شأنه آيات وسور کسورة هل أتي، وآية الولاية، وآية المودّة، وآية الإيثار: «وَيُؤْثِرُونَ عَلَي أَنفُسِهِمْ وَلَوْ کَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ»[1] وغير ذلک من الآيات، کما يأتي بحثه إن شاء اللَّه.

أمّا إيثاره بنفسه حفاظاً علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فإنّه آثر بها في موارد کثيرة: في غزوة بدر، وغزوة اُحد، وغزوة الخندق، وغزوة حنين وغيرها، ونام علي فراش النبيّ صلي الله عليه و آله ليلة المبيت، وفداه بنفسه حتّي نزلت في شأنه الآية: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ».[2] .

وروي المفسّرون کلّهم أصحاب الرأي والحديث من العامّة والخاصّة، علي أنّ الآية المذکورة نزلت في عليّ عليه السلام ليلة المبيت علي الفراش، أورد ذلک جمع کثير من أعلام العامّة في کتبهم.[3] .

و فيما يلي نذکر سبب لتحقق ليلة المبيت و نزول الآية في شأن عليّ عليه السلام:







  1. سورة الحشر: 9.
  2. الإرشاد: 45، الفصل 1، الباب 2، وينابيع المودّة: 92، والآية من سورة البقرة: 207.
  3. راجع: احقاق الحقّ 33 - 24: 3.