ما أورده ابن تيميّة علي حديث المؤاخاة، وجوابه











ما أورده ابن تيميّة علي حديث المؤاخاة، وجوابه



قال ابن تيميّة - في کتابه المسمّي (منهاج السنّة) -:[1] أمّا حديث المؤاخاة: «أنّ عليّاً آخاه رسول اللَّه صلي الله عليه و آله»، فباطل موضوع، فإنّ النبيّ صلي الله عليه و آله لم يؤاخ أحداً، ولا آخي بين المهاجرين بعضهم مع بعض، ولا بين الأنصار بعضهم مع بعض، ولکن آخي بين المهاجرين والأنصار، کما آخي بين سعد بن الربيع وعبدالرحمن بن عوف، وآخي بين سلمان الفارسي وأبي الدرداء، کما ثبت ذلک في الصحيح.[2] .

وأمّا الجواب:

فأقول: کان ابن تيميّة آلي علي نفسه أن لا يمرّ علي فضيلة لأمير المؤمنين عليه السلام إلّا وأنکرها، ولو بادّعاء صرف لا دليل عليه، فقد ذکرنا أنّ قصّة المؤاخاة وقعت بين أفراد الصحابة قبل الهجرة مرّة، وبين المهاجرين والأنصار بعدها مرّة اُخري، وفي کلّ منهما آخي هو صلي الله عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام، ويکفيک في جوابه، مضافاً إلي ما مرّ من الأخبار الکثيرة ما ذکره ابن أبي الحديد في شرحه قال:

روي أبان بن عيّاش، قال: سألتُ الحسن البصري عن عليّ عليه السلام، فقال: ما أقول فيه؟ کانت له السابقة والفضل والعلم والحکمة والفقه والرأي والصحبة والنجدة والبلاء والزهد والقضاء والقرابة، إنّ عليّاً عليه السلام کان في أمره عليّاً، رحم اللَّه عليّاً وصلّي عليه! فقلت: يا أبا سعيد، أتقول: «صلّي عليه» لغير النبيّ؟! فقال: ترحّم علي المسلمين إذا ذکروا وصلِّ علي النبيّ وآله وعلي خير آله، فقلت: أهو خير من حمزة وجعفر؟ قال: نعم، قلت: وخير من فاطمة وابنيها؟ قال: نعم واللَّه، إنّه خير آل محمّد کلّهم، ومن يَشکّ أنّه خير منهم وقد قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «وأبوهما خير منهما»، ولم يجر عليه اسمُ شرک، ولا شرب خمر، وقد قال رسول اللَّه لفاطمة: «زوّجتُک خيرَ اُمّتي»، فلو کان في اُمّته خير منه لاستثناه، ولقد آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه، فآخي بين عليّ ونفسه، فرسول اللَّه خيرُ النّاس نفساً وخيرهم أخاً. فقلت: يا أبا سعيد، فما هذا الّذي يقال عنک إنّک قلته في عليّ؟ فقال: يابن أخي، احقن دمي من هؤلاء الجبابرة، ولولا ذلک لسالت بي الخُشُب.[3] .







  1. عن العلّامة الأميني (قدّه) في ردّ (منهاج السنّة لابن تيميّة)، قال: إذا أردت أن تنظر إلي کتاب سمّي بضدّ معناه، فانظر إلي هذا الکتاب الّذي اُستعير له اسم (منهاج السنّة)، وهو الحريّ بأن يسمّي (منهاج البدعة)، وهو کتاب حشوه ضلالات، وأکاذيب، وتحکّمات، وإنکار المسلّمات، وتکفير المسلمين، وآخذ بناصر المبدعين، ونصب وعداء علي أهل بيت الوحي عليهم السلام، فليس فيه إلّا تدجيل محض، وتمويه علي الحقائق، وتحريف الکلم عن مواضعه، وقول بالبذاء، ورمي بالمقذعات، وقذف بالفواحش، تحکّک بالوقيعة، وتحرّش بالسباب، انتهي کلامه رفع مقامه.
  2. منهاج السنّة 19:2، نقلاً عن الغدير 174:3.
  3. شرح ابن أبي الحديد 96:4.