دلالة حديث المؤاخاة علي إمامة عليّ











دلالة حديث المؤاخاة علي إمامة عليّ



لا ريب أنّ حديث المؤاخاة قد دلّ بوضوح علي إمامة عليّ عليه السلام، وأنّه مقدّم علي جميع البشر ممّن تقدّم أو تأخّر، غير النبيّ صلي الله عليه و آله؛ لأنّ المؤاخاة کانت علي أساس المماثلة والمشاکلة بين الأشخاص في الکمالات النفسانيّة والدرجات الروحيّة، وإن شئت زيادة بصيرة فأمعن النظر في کلام الحافظ الکنجي الشافعي، حيث قال: فإذا أردتَ قرب منزلته عليه السلام من رسول اللَّه صلي الله عليه و آله تأمّل صنعه صلي الله عليه و آله في المؤاخاة بين الصحابة، جعل يضمّ الشکل إلي الشکل، والمثل إلي المثل، فيؤلّف بينهم إلي أن آخي بين أبي بکر وعمر، وادّخر عليّاً عليه السلام لنفسه، واختصّه باخوّته، وناهيک بها من فضيلة وشرف، إنّ في ذلک لذکري لمن کان له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد.[1] .

فيدلّ الحديث علي أنّ عليّاً عليه السلام نظير النبيّ صلي الله عليه و آله، ومثله الا انه ليس بنبيّ، کما لاحظت ذلک في الأخبار السالفة، وقال الاُزري الشاعر قدس سره:


لک ذات کذاته حيث ولولا
إنّها مثلها لما آخاها


اللّهم اجعلنا من المتمسّکين بولاية مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، آمين يا ربّ العالمين.







  1. کفاية الطالب: الباب47، ص194.