تكملة











تکملة



لا تنحصر الأخبار الواردة في اخوّة عليّ عليه السلام ورسول اللَّه صلي الله عليه و آله في يومي المؤاخاة خاصّة، بل ورد في بعض الأخبار ما يدلّ علي أنّه عليه السلام أخو رسول اللَّه صلي الله عليه و آله، وأنّ النبيّ کان يخاطب عليّاً بالاخوّة في مناسبات عدّة، ليعرف المسلمون فضائله، ويعلموا منزلته ومقامه عند رسول اللَّه صلي الله عليه و آله.

قال ابن شهرآشوب في (المناقب): صار عليّ أخا النبيّ صلي الله عليه و آله من ثلاثة أوجه:

أوّلها: لقوله عليه السلام: «لا زال ينقله من الآباء الأخاير».

والثاني: أنّ فاطمة بنت أسد (اُمّ عليّ بن أبي طالب) ربّته حتّي قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «هذه اُمّي»، وکان عند أبي طالب من أعزّ أولاده، ربّاه في صغره، وحماه في کبره، ونصره باللسان والمال والسيف والأولاد والهجرة، والأب أبوان: أبُ ولادة، وأب إفادة، ثمّ إنّ العمّ والد، قوله تعالي حکاية عن يعقوب عليه السلام: «إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلهَکَ وَإِله آبائِکَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ»[1] وإسماعيل کان عمّه، وقوله تعالي حکاية عن إبراهيم عليه السلام: «وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ».[2] قال الزجّاج: أجمع النسّابة أنّ اسم أبي إبراهيم تارخ (وکان آزر عمّه).

والثالث: آخاه في عدّة مواضع: يوم بيعة العشيرة[3] حين لم يبايعه أحد، بايعه عليّ عليه السلام علي أن يکون له أخاً في الدارين، و منها يوم خيبر قال صلي الله عليه و آله: «أنت أخي ووصيّي»، وفي يوم المؤاخاة ما ظهر عند الخاصّ والعامّ صحّته، وقد رواه ابن بطّة من ستّة طرق، وروي أنّه کان النبيّ صلي الله عليه و آله بالنخيلة وحوله سبعمائة وأربعون رجلاً وبين إسرافيل وبين عزرائيل وبين دردائيل وبين راحيل»، فآخي النبيّ صلي الله عليه و آله بين أصحابه.[4] .







  1. سورة البقرة: 133.
  2. سورة الأنعام: 74.
  3. يعني يوم الدار، وآية: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ».
  4. المناقب لابن شهرآشوب 185:2.