الحديث في المؤاخاة الثانية











الحديث في المؤاخاة الثانية



أمّا الروايات الواردة في المؤاخاة الثانية من طرق العترة الطاهرة، ومن طرق العامّة، فکثيرة أيضاً بلغت حدّ التواتر، نذکر هنا بعضها:

1- روي ابن الصبّاغ المالکي عن مناقب ضياء الدين الخوارزمي، عن ابن عبّاس رضي الله عنه، قال: لمّا آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه من المهاجرين والأنصار - وهو أنّه صلي الله عليه و آله آخي بين أبي بکر وعمر، وآخي بين عثمان وعبدالرحمن بن عوف، وآخي بين طلحة والزبير، وآخي بين أبي ذرّ الغفاري والمقداد، ولم يؤاخ بين عليّ بن أبي طالب عليه السلام وبين أحد منهم - خرج عليّ عليه السلام مغضباً حتّي أتي جدولاً من الأرض وتوسّد ذراعه ونام فيه تسفي الريح عليه، فطلبه النبيّ صلي الله عليه و آله فوجده علي تلک الصفة، فقال له: «قم، فما صلحت أن تکون إلّا أبا تراب، أغضبت حين آخيت بين المهاجرين والأنصار، ولم أؤاخ بينک وبين أحد منهم؟ أما ترضي أن تکون منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي؟! ألا من أحبّک فقد حفّ بالأمن والإيمان، ومن أبغضک أماته اللَّه ميتةً جاهليّة».[1] .

2- روي الحلبي الشافعي: لمّا آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه، جاء عليّ عليه السلام تدمع عيناه فقال: «يا رسول اللَّه، آخيت بين أصحابک ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟»، فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».[2] .

3- روي الترمذي بسنده عن ابن عمر، قال: آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه، فجاء عليٌّ تدمع عيناه، فقال: يا رسول اللَّه، آخيت بين أصحابک، ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟»، فقال له رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «أنت أخي في الدنيا والآخرة».

قال أبو عيسي: هذا حديث حسن غريب.[3] .

4- و روي القندوزي عن محمّد الکلبي بن إسحاق المطّلبي، قال: وآخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين المهاجرين والأنصار، وقال: «تآخوا في اللَّه أخوين»، ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «هذا أخي»، فکان رسول اللَّه وعليّ أخوين.[4] .

5- و رواه أيضاً: لمّا آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين أصحابه فقال عليّ: «يا رسول اللَّه، آخيت بين أصحابک ولم تؤاخ بيني وبين أحد؟»، فقال: «والّذي بعثني بالحقّ نبيّاً، ما أخّرتک إلّا لنفسي، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسي، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي، وأنت معي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة، وأنت أخي ورفيقي، ثمّ تلا: «إِخْوَاناً عَلَي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» المتحابّون في اللَّه ينظر بعضهم إلي بعض».[5] .

6- و روي ابن عبدالبرّ المالکي: آخي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله بين المهاجرين، ثمّ آخي بين المهاجرين والأنصار، وقال صلي الله عليه و آله في کلّ واحد منهما لعليّ: «أنت أخي في الدنيا والآخرة»، وآخي بينه وبين نفسه.[6] .

7- ما روي العلّامة الاربلي عن زيد بن أرقم، قال: دخلت علي رسول اللَّه صلي الله عليه و آله فقال: «إنّي مؤاخ بينکم کما آخي اللَّه تعالي بين الملائکة»، ثمّ قال لعليّ: «أنت أخي و رفيقي، ثمّ تلا: «إِخْوَاناً عَلَي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ» الأخلّاء في اللَّه ينظر بعضهم إلي بعض».[7] .







  1. الفصول المهمّة لابن الصباغ المالکي: 38.
  2. السيرة الحلبيّة بهامشه السيرة النبويّة 91:2.
  3. سنن الترمذي 595:5، ح3720.
  4. ينابيع المودّة: 57.
  5. ينابيع المودّة: 56، والآية اقتباس من الآية 47 من سورة الحجر.
  6. الاستيعاب بهامش الإصابة 35:3.
  7. کشف الغمّة 448:1.