الحديث في المؤاخاة الاُولي











الحديث في المؤاخاة الاُولي



فقد ورد من طرق العامّة والخاصة في المؤاخاة الاُولي روايات کثيرة نذکر هنا بعضها:

منها: حديث زيد بن أبي أوفي، والحديث طويل قد اشتمل علي کيفيّة المؤاخاة، و جاء في آخره ما هذا لفظه: لمّا آخي النبيّ صلي الله عليه و آله بين أصحابه وآخي بين عمر وأبي بکر - إلي أن قال: - فقال عليّ عليه السلام: «يا رسول اللَّه، لقد ذهب روحي، وانقطع ظهري حين رأيتک فعلت بأصحابک ما فعلت غيري، فإن کان هذا من سخط عليَّ فلک العتبي والکرامة». فقال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «والّذي بعثني بالحقّ، ما أخّرتک إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسي، غير أنّه لا نبيّ بعدي، وأنت أخي ووارثي»، فقال: «وما أرث منک؟»، قال: «ما ورث الأنبياء من قبلي: کتاب ربّهم، وسنّة نبيّهم، وأنت معي في قصري في الجنّة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي»، ثمّ تلا رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «إِخْوَاناً عَلَي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ»[1] المتحابّون في اللَّه ينظر بعضهم إلي بعض».[2] .

و منها: عن جابر وسعيد بن المسيّب، قالا: إنّ رسول اللَّه صلي الله عليه و آله آخي بين أصحابه، فبقي رسول اللَّه وأبو بکر وعمر وعليّ، فآخي بين أبي بکر وعمر، وقال لعليّ: «أنت أخي وأنا أخوک، فإنّ ناکرک أحدٌ فقل: أنا عبد اللَّه، وأخو رسول اللَّه، لا يدّعيها بعدک إلّا کذّاب».[3] .

و منها: عن سعيد بن المسيب، قال: آخي بين أصحابه في مکّة، فآخي بين أبي بکر وعمر، وقال لعليّ: «أنت أخي».[4] .

ولا يخفي أنّ هذه الاخوّة بالمعني الخاصّ، وکذا في المؤاخاة الثانية، ثابتة لأمير مؤمنين عليه السلام، ولا يدّعيها بعده إلّا کذّاب.







  1. سورة الحجر: 47.
  2. أخرجه أحمد بن حنبل في مناقب عليّ عليه السلام وابن عساکر في تاريخه 201:6، وابن الجوزي في التذکرة: 14، والطبراني والبغوي في مجمعيهما، والبارودي في المعرفة وغيرهم، نقلاً عن کتاب المراجعات: 147، والغدير 115:3.
  3. مناقب أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة 597:1، وتاريخ ابن عساکر 136:1، وکفاية الکنجي: 194، وتذکرة الخواصّ: 22، والغدير 115:3.
  4. ينابيع المودّة: 57.