كلمة في الاخوّة العامّة في الإسلام











کلمة في الاخوّة العامّة في الإسلام



آخي الإسلام بين عموم معتنقيه، قريبهم وبعيدهم، عربيّهم وأعجميّهم، شريفهم ووضيعهم، ملوکهم وسوقتهم، رجالهم ونسائهم، من وجد منهم ومن سيوجد إلي يوم القيامة، أعلن اللَّه ذلک في کتابه العزيز علي لسان نبيّه الّذي أرسله بهذا الدين، وتلاه النبيّ صلي الله عليه و آله جهاراً علي المسلمين، فسمعوه وقرؤوه وحفظوه وکرّروا تلاوته مجتمعين ومنفردين، فقال: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ»[1] أي أنّ المؤمنين إخوة في الدين، ولفظ «إنّما» يفيد الحصر، وبمقتضي ذلک أصبح المسلم الّذي في أقصي المغرب أخاً للمسلم الّذي في أقصي المشرق.

وينبغي أن يکونوا بمنزلة الاخوّة في التراحم والتعاطف، ولذا أکّد الإمام الصادق عليه السلام ذلک بقوله: «إنّما المؤمنون اخوة بنو أب واُمّ»، يعني ينبغي أن يکونوا کهذا النوع من الاخوّة، ثمّ قال عليه السلام: «وإذا ضرب علي رجل منهم عرق سهر له الآخرون»[2] أي ينبغي أن يصبحوا في ترابطهم کالجسد الواحد، فلو ضرب أخ منهم في أقصي نقاط العالم، حزن سائر المسلمين لذلک، ولم يناموا ليلهم لأجله.

وبهذه الاخوّة، وعلي أساسها المتين والمحافظة عليها، قام الإسلام وظهر وانتشر، وبالتهاون فيها ضعف المسلمون وتقهقروا، وقد سنّ الإسلام لهذه الاخوّة حقوقاً وحدوداً وشروطاً ولوازم وموانع[3] لما فيها من فوائد ومنافع ومصالح سياسيّة واجتماعيّة وأخلاقيّة، وما فيها من تأليف للقلوب وحفظ للنظام الاجتماعي.







  1. سورة الحجرات: 10.
  2. اُصول الکافي 165:2.
  3. راجع: المحجّة البيضاء 344 - 332: 3.