توضيح في آية: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ»











توضيح في آية: «وَأَنذِرْ عَشِيرَتَکَ الْأَقْرَبِينَ»



عشيرة الرجل: قرابته، سمّوا بذلک لأنّه يعاشرهم وهم يعاشرونه، فقد نهي النبيّ صلي الله عليه و آله نفسه عن الشرک «فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتَکُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ»[1] وإن کان القصد منه الإخبار بأنّ کلّ من يدعو مع اللَّه إلهاً آخر فهو من المعذّبين کائناً مَن کان، ثمّ خصّ عشيرته وقرابته الأقربين بالإنذار؛ لأنّ المؤدّب يبدأ بنفسه، ثمّ بأهله وعشيرته، ثمّ بالآخرين، تنبيهاً علي أنّه لا استثناء في الدعوة الدينيّة ولا مداهنة ومصانعة، کما هو معهود في السنن الملوکيّة، فلا فرق في تعلّق الإنذار بين النبيّ واُمّته، ولا بين الأقارب والأجانب، فالجميع عبيد، واللَّه تعالي مولاهم، نِعْم المولي ونِعم النصير، هذا أوّلاً.

وثانياً: أنّ عشيرته إذا صدّقوه وآمنوا به، کانوا عوناً علي بثّ الدعوة وانتشارها.[2] .

وقد کثر الکلام حول هذه الآية، فقال جماعة من السنّة: إنّه حين نزلت، قال رسول اللَّه صلي الله عليه و آله: «يا فاطمة ابنة محمّد، يا صفيّة ابنة عبدالمطّلب، يا بني عبداللَّه، اعملوا فإنّي لا أملک لکم من اللَّه شيئاً».

وقال الشيعة وجماعة آخرون من السنّة، منهم الإمام أحمد بن حنبل، والنسائي، والسيوطي، وأبو نعيم، والبغوي، والثعلبي، وصاحب السيرة الحلبيّة، وصاحب کنز العمّال وغيرهم (کابن عساکر الشافعي والزمخشري والطنطاوي): إنّ النبيّ صلي الله عليه و آله عندما نزلت هذه الآية دعا بني عبدالمطّلب وهم يومئذٍ أربعون رجلاً فيهم أعمامه، الحديث[3] وقد تقدّم.







  1. سورة الشعراء: 213.
  2. انظر تفسير الکاشف 521:5، وتفسير الميزان 359:15، ومجمع البيان 206:7.
  3. تفسير الکاشف 521:5.