باب ما جاء عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله في النصو











باب ما جاء عن جابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله في النصوص علي الأئمة الاثني عشر



حدثنا أحمد بن إسماعيل السلماني و محمد بن عبد الله الشيباني قالا حدثنا محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالک الفراري قال حدثني حسين بن محمد بن سماعة قال حدثني أحمد بن الحارث قال حدثني المفضل بن عمر عن يونس بن ظبيان عن جابر بن يزيد الجعفي قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما أنزل الله تبارک و تعالي علي نبيه ص يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْکُمْ قلت يا رسول الله قد عرفنا الله و رسوله

[صفحه 54]

فمن أولو الأمر منکم الذين قرن الله طاعتهم بطاعتک فقال ع خلفائي و أئمة المسلمين بعدي أولهم علي بن أبي طالب ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالتوراة بالباقر و ستدرکه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام ثم الصادق جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم سمي و کني حجة الله في أرضه و نفسه في عباده ابن الحسن بن علي ذلک الذي يفتح الله تعالي ذکره علي يده مشارق الأرض و مغاربها ذلک الذي يغيب عن شيعته و أوليائه غيبة لا يثبت فيها علي القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للإيمان.

قال جابر فقلت يا رسول الله فهل لشيعته الانتفاع به؟

فقال ع و الذي بعثني بالنبوة إنهم ليستضيئون بنوره

[صفحه 55]

و ينتفعون بولايته في غيبته کانتفاع الناس بالشمس إن سترها سحاب يا جابر هذا من مکنون سر الله و مخزون علم الله فاکتمه إلا عن أهله.

قال جابر بن يزيد فدخل جابر بن عبد الله علي علي بن الحسين ع فبينا يحدثه إذ خرج محمد بن علي الباقر ع من عند نسائه و علي رأسه ذوابة و هو غلام فلما بصر به جابر ارتعدت فرائصه و قامت کل شعرة علي جسده و نظر إليه مليا ثم قال له يا غلام أقبل فأقبل ثم قال له أدبر فأدبر فقال جابر شمائل رسول الله ص و رب الکعبة ثم قام فدنا منه ثم قال له ما اسمک يا غلام قال محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين فقال يا بني فداک نفسي

[صفحه 56]

فأنت إذا الباقر قال نعم فأبلغني ما حملک رسول الله ص قال جابر يا مولاي إن رسول الله ص بشرني بالبقاء إلي أن ألقاک و قال لي إذا لقيته فاقرأه مني السلام فرسول الله يا مولاي يقرأ عليک السلام فقال أبو جعفر ع يا جابر علي رسول الله السلام ما قامت السماوات و الأرض و عليک يا جابر بما بلغت السلام.

فکان جابر بعد ذلک يختلف إليه و يتعلم منه فسأله محمد بن علي ع عن شيء فقال جابر و الله لا دخلت في نهي رسول الله ص لقد أخبرني أنکم الأئمة الهداة من أهل بيته بعده أحکم الناس صغارا و أعلم الناس کبارا فقال لا تعلموهم فإنهم أعلم منکم قال أبو جعفر ع صدق جدي ص إني أعلم بما سألتک عنه و الله أوتيت الحکم و ذلک بفضل الله علينا و رحمته لنا أهل البيت.

حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني رحمه الله قال أبو مزاحم موسي بن عبد الله بن يحيي بن خاقان

[صفحه 57]

المقرئ ببغداد قال حدثنا أبو بکر محمد بن عبد الله بن إبراهيم الشافعي قال حدثنا محمد بن حماد بن ماهان الدباغ أبو جعفر قال حدثنا عيسي بن إبراهيم قال حدثنا الحارث بن نبهان قال حدثنا عيسي بن يقطان عن أبي سعيد عن مکحول و عن واثلة بن الأشفع عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال دخل جندب بن جنادة اليهودي من خيبر علي رسول الله ص فقال يا محمد أخبرني عما ليس لله و عما ليس عند الله و عما لا يعلمه الله فقال رسول الله ص أما ما ليس لله فليس لله شريک و أما ما ليس عند الله فليس عند الله ظلم للعباد و أما ما لا يعلمه الله فذلک قولکم يا معشر اليهود إنه عزير ابن الله و الله لا يعلم له ولدا فقال جندب أشهد أن لا إله إلا الله و أنک رسول الله حقا.

[صفحه 58]

ثم قال يا رسول الله إني رأيت البارحة في النوم موسي بن عمران ع فقال لي يا جندب أسلم علي يد محمد و استمسک بالأوصياء من بعده فقد أسلمت فرزقني الله ذلک فأخبرني بالأوصياء بعدک لأتمسک بهم فقال يا جندب أوصيائي من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل فقال يا رسول الله إنهم کانوا اثني عشر هکذا وجدنا في التوراة قال نعم الأئمة بعدي اثنا عشر فقال يا رسول الله کلهم في زمن واحد قال لا و لکنهم خلف بعد خلف فإنک لا تدرک منهم إلا ثلاثة قال فسمهم لي يا رسول الله قال نعم إنک تدرک سيد الأوصياء و وارث الأنبياء و أبا الأئمة علي بن أبي طالب بعدي ثم ابنه الحسن ثم الحسين فاستمسک بهم من بعدي و لا يغرنک جهل الجاهلين فإذا کانت وقت ولادة ابنه علي بن الحسين سيد العابدين يقضي الله عليه و يکون آخر زادک من الدنيا شربة من لبن تشربه.

فقال يا رسول الله هکذا وجدت في التوراة اليانقطة شبيرا و شبيرا فلم أعرف أساميهم فکم بعد الحسين من الأوصياء و ما

[صفحه 59]

أساميهم فقال تسعة من صلب الحسين و المهدي منهم فإذا انقضت مدة الحسين قام بالأمر بعده ابنه علي و يلقب بزين العابدين فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعي بالباقر فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده ابنه جعفر يدعي بالصادق فإذا انقضت مدة جعفر قام بالأمر بعده ابنه موسي يدعي بالکاظم ثم إذا انتهت مدة موسي قام بالأمر بعده ابنه علي يدعي بالرضا فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده محمد ابنه يدعي بالزکي فإذا انقضت مدة محمد قام بالأمر بعده علي ابنه يدعي بالنقي فإذا انقضت مدة علي قام بالأمر بعده الحسن ابنه يدعي بالأمين ثم يغيب عنهم إمامهم قال يا رسول الله هو الحسن يغيب عنهم قال لا و لکن ابنه الحجة قال يا رسول الله فما اسمه قال لا يسمي حتي يظهره الله.

قال جندب يا رسول الله قد وجدنا ذکرهم في التوراة و قد بشرنا موسي بن عمران بک و بالأوصياء بعدک من ذريتک ثم تلا رسول الله ص وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضي لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً.

[صفحه 60]

فقال جندب يا رسول الله فما خوفهم قال يا جندب في زمن کل واحد منهم سلطان يعتريه و يؤذيه فإذا عجل الله خروج قائمنا يملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما ثم قال ع طوبي للصابرين في غيبته طوبي للمتقين علي محجتهم أولئک وصفهم الله في کتابه و قال الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ و قال أُولئِکَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

قال ابن الأسفع ثم عاش جندب بن جنادة إلي أيام الحسين ع ثم خرج إلي الطائف فحدثني نعيم أبي قيس قال:

[صفحه 61]

دخلت بالطائف و هو عليل ثم إنه دعا بشربة من لبن فشربه و قال هکذا عهد إلي رسول الله ص أنه يکون آخر زادي من الدنيا شربة من لبن ثم مات رحمه الله و دفن بالطائف في الموضع المعروف بالکوراء.

حدثنا علي بن حسن بن مندة قال حدثنا أبو محمد بن هارون بن موسي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن يعقوب الکليني قال حدثني محمد بن يحيي العطار عن سلمة بن الخطاب عن محمد بن خالد الطيالسي عن سيف بن عميرة و صالح بن عقبة جميعا عن علقمة بن محمد الحضرمي عن جعفر بن محمد ع و حدثنا محمد بن وهبان قال حدثنا علي بن الحسين الهمداني قال حدثنا عبد الله بن سليمان الحضرمي قال حدثنا الحسن بن سهل الخياط قال حدثنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن... عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله

[صفحه 62]

ص للحسين بن علي ع يا حسين يخرج من صلبک تسعة من الأئمة منهم مهدي هذه الأمة فإذا استشهد أبوک فالحسن بعده فإذا سم الحسن فأنت فإذا استشهدت فعلي ابنک فإذا مضي علي فمحمد ابنه فإذا مضي محمد فجعفر ابنه فإذا مضي جعفر فموسي ابنه فإذا مضي موسي فعلي ابنه فإذا مضي علي فمحمد ابنه فإذا مضي محمد فعلي ابنه فإذا مضي علي فالحسن ابنه فإذا مضي الحسن فالحجة بعد الحسن يملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا و ظلما.

أخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني رحمه الله قال حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بابارح قال أبو عبد الله الغني الحسن بن معالي قال حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري قال حدثنا ابن أبي شيبة قال حدثنا شريک الدين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال کان رسول الله ص في الشکاية التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه قال فبکت حتي ارتفع صوتها فرفع

[صفحه 63]

رسول الله ص طرفه إليها فقال حبيبتي فاطمة ما الذي يبکيک قالت أخشي الضيعة من بعدک يا رسول الله قال يا حبيبتي لا تبکين فنحن أهل بيت أعطانا الله سبع خصال لم يعطها قبلنا و لا يعطها أحدا بعدنا لنا خاتم النبيين و أحب الخلق إلي الله عز و جل و هو أنا أبوک و وصيي خير الأوصياء و أحبهم إلي الله عز و جل و هو بعلک و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم إلي الله و هو عمک و منا من له جناحان في الجنة يطير بهما مع الملائکة و هو ابن عمک و منا سبطا هذه الأمة و هما ابناک الحسن و الحسين و سوف يخرج الله من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومين و منا مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل و أغار بعضهم علي بعض فلا کبير يرحم صغيرا و لا صغير يوقر کبيرا فيبعث الله عز و جل عند ذلک مهدينا

[صفحه 64]

التاسع من صلب الحسين ع يفتح حصون الضلالة و قلوبا غفلا يقوم بالدرة في آخر الزمان کما قمت به في أول الزمان و يملأ الأرض عدلا کما ملئت جورا.

يا فاطمة لا تحزني و لا تبکي فإن الله أرحم بک و أرأف عليک مني و ذلک لمکانک مني و موضعک في قلبي و زوجک الله زوجا أشرف أهل بيتک حسبا و أکرمهم نسبا و أرحمهم بالرعية و أعدلهم بالسوية و أنصرهم بالقضية و قد سألت ربي عز و جل أن تکوني أول من يلحقني من أهل بيتي ألا إنک بضعة مني من آذاک فقد آذاني.

قال جابر فلما قبض رسول الله ص

[صفحه 65]

فاعتلت فاطمة دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها کيف أصبحت يا بنت رسول الله قالت أصدقاني هل سمعتما من رسول الله ص يقول فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني قالا نعم قد سمعنا ذلک منه فرفعت يديها إلي السماء و قالت اللهم إني أشهدک أنهما قد آذياني و غصبا حقي ثم أعرضت عنهما فلم تکلمهما بعد ذلک و عاشت بعد أبيها خمسة و تسعين يوما حتي ألحقها الله به.

حدثنا علي بن محمد بن مقول قال حدثنا أبو بکر محمد بن عمر القاضي الجعالي قال حدثني نصر بن عبد الله الوشاء قال حدثني زيد بن الحسن الأنماطي عن جعفر بن محمد عن

[صفحه 66]

أبيه عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال کنت عند النبي ص في بيت أم سلمة فأنزل الله هذه الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْکُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَکُمْ تَطْهِيراً فدعا النبي ص بالحسن و الحسين و فاطمة و أجلسهم بين يديه فدعا عليا فأجلسه خلف ظهره و قال اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا فقالت أم سلمة و أنا معهم يا رسول الله فقال لها إنک إلي خير فقلت يا رسول الله لقد أکرم الله هذه العترة الطاهرة و الذرية المبارکة بذهاب الرجس عنهم قال يا جابر لأنهم عترتي من لحمي و دمي فأخي سيد الأوصياء و ابني خير الأسباط و ابنتي سيدة النسوان و منا المهدي قلت يا رسول الله و من المهدي قال تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار و التاسع قائمهم يملأ الأرض قسطا و عدلا کما ملئت جورا يقاتل علي التأويل کما قاتلت علي التنزيل.

حدثنا محمد بن علي رضي الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال حدثنا الحسين بن محمد بن

[صفحه 67]

عامر عن عمه محمد بن أبي عمير عن أبي جميلة المفضل بن الحسن بن صالح عن جابر بن يزيد الجعفي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال قال رسول الله ص المهدي من ولدي اسمه اسمي و کنيته کنيتي أشبه الناس بي خلقا و خلقا يکون له غيبة و حيرة يضل فيها الأمم ثم يقبل کالشهاب الثاقب يملأها عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما.

و هذا جابر بن عبد الله الأنصاري يروي عنه جابر بن يزيد الجعفي و واثلة الأسقع و القاسم بن حسان و محمد بن علي الباقر ع.

[صفحه 68]


صفحه 54، 55، 56، 57، 58، 59، 60، 61، 62، 63، 64، 65، 66، 67، 68.