باب ما جاء عن عبدالله بن العباس عن رسول الله في النصوص علي ا











باب ما جاء عن عبدالله بن العباس عن رسول الله في النصوص علي الأئمة الاثني عشر



حدثنا شيخنا محمد بن علي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن موسي بن المتوکل رحمة الله عليه قال حدثنا محمد بن أبي عبد الله الکوفي قال حدثنا موسي بن عمران النخعي عن عمه حسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن سالم عن أبيه عن أبي حمزة عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن العباس قال قال رسول الله ص إن الله تبارک و تعالي اطلع إلي الأرض اطلاعة فاختارني منها فجعلني نبيا ثم اطلع الثانية فاختار منها عليا فجعله إماما ثم أمرني أن أتخذه أخا و وصيا و خليفة و وزيرا فعلي مني و أنا من علي و هو زوج ابنتي و أبو سبطي الحسن و الحسين ألا و إن الله تبارک و تعالي جعلني و إياهم حججا علي عباده و جعل من صلب الحسين ع أئمة ليوصون بأمري و يحفظون وصيتي التاسع

[صفحه 11]

منهم قائم أهل بيتي و مهدي أمتي أشبه الناس بي في شمائله و أقواله و أفعاله ليظهر بعد غيبة طويلة و حيرة مظلة فيعلن أمر الله و يظهر دين الحق و يؤيد بنصر الله و ينصر بملائکة الله فيملأ الأرض عدلا و قسطا کما ملئت جورا و ظلما.

أخبرني أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال حدثنا أحمد بن مطرق بن سواد بن الحسين القاضي البستي بمکة قال حدثني أبو حاتم المهلبي المغيرة بن محمد بن مهلب قال حدثنا عبد الغفار بن کثير الکوفي عن إبراهيم بن حميد عن أبي هاشم عن مجاهد عن ابن عباس قال قدم يهودي علي رسول الله ص يقال له نعثل فقال يا محمد إني أسألک عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين فإن أنت أجبتني عنها أسلمت علي يدک قال سل يا أبا عمارة.

فقال يا محمد صف لي ربک فقال ص:

[صفحه 12]

إن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه و کيف يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدرکه و الأوهام أن تناله و الخطرات أن تحده و الأبصار الإحاطة به جل عما يصفه الواصفون نأي في قربه و قرب في نأيه کيف الکيفية فلا يقال له کيف و أين الأين فلا يقال له أين هو منقطع الکيفية فيه و الأينونية فهو الأحد الصمد کما وصف نفسه و الواصفون لا يبلغون نعته لم يلد و لم يولد و لم يکن له کفوا أحد.

قال صدقت يا محمد فأخبرني عن قولک إنه واحد لا شبيه له أ ليس الله واحدا و الإنسان واحد فوحدانيته أشبهت وحدانية الإنسان.

فقال ع الله واحد و أحدي المعني و الإنسان واحد

[صفحه 13]

ثنوي المعني جسم و عرض و بدن و روح و إنما التشبيه في المعاني لا غير.

قال صدقت يا محمد فأخبرني عن وصيک من هو فما من نبي إلا و له وصي و إن نبينا موسي بن عمران أوصي إلي يوشع بن نون.

فقال نعم إن وصيي و الخليفة من بعدي علي بن أبي طالب ع و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة من صلب الحسين أئمة أبرار.

قال يا محمد فسمهم لي؟

قال نعم إذا مضي الحسين فابنه علي فإذا مضي فابنه محمد فإذا مضي فابنه جعفر فإذا مضي جعفر فابنه موسي فإذا مضي

[صفحه 14]

موسي فابنه علي فإذا مضي علي فابنه محمد فإذا مضي محمد فابنه علي فإذا مضي علي فابنه الحسن فإذا مضي الحسن فبعده ابنه الحجة بن الحسن بن علي ع فهذه اثنا عشر إماما علي عدد نقباء بني إسرائيل.

قال فأين مکانهم في الجنة قال معي في درجتي.

قال أشهد أن لا إله إلا الله و أنک رسول الله و أشهد أنهم الأوصياء بعدک و لقد وجدت هذا في الکتب المتقدمة و فيما عهد إلينا موسي ع إذا کان آخر الزمان يخرج نبي يقال له أحمد خاتم الأنبياء لا نبي بعده يخرج من صلبه أئمة أبرار عدد الأسباط.

فقال يا أبا عمارة أ تعرف الأسباط قال نعم يا رسول الله إنهم کانوا اثني عشر.

قال فإن فيهم لاوي بن أرحيا قال أعرفه يا رسول الله و هو الذي غاب عن بني إسرائيل سنين ثم عاد فأظهر شريعته بعد دراستها و قاتل مع فريطيا الملک حتي قتله.

[صفحه 15]

و قال ع کائن في أمتي ما کان من بني إسرائيل حذو النعل بالنعل و القذة بالقذة و إن الثاني عشر من ولدي يغيب حتي لا يري و يأتي علي أمتي زمن لا يبقي من الإسلام إلا اسمه و لا من القرآن إلا رسمه فحينئذ يأذن الله له بالخروج فيظهر الإسلام و يجدد الدين ثم قال ع طوبي لمن أحبهم و طوبي لمن تمسک بهم و الويل لمبغضهم.

فانتفض نعثل و قام من بين يدي رسول الله ص و أنشأ يقول:



صلي العلي ذو العلي
عليک ياخير البشر


أنت النبي المصطفي
و الهاشمي المفتخر


بک اهتدينا [رشدنا]
و فيک نرجو ما أمر


و معشر سميتهم
أئمة اثنا عشر


حباهم رب العي
ثم صفهم من کدر

[صفحه 16]

قد فاز من والاهم
و خاب من عفا الأثر


آخرهم يشفي الظما
وهو الامام المنتظر


عترتک الأخيار لي
و التابعون ما أمر


من کان منکم معرضا
فسوف يصلي بسقر


حدثني أبو الحسن علي بن الحسين قال حدثني أبو محمد هارون بن موسي التلعکبري رضي الله عنه قال حدثنا الحسن بن علي بن زکريا العدوي النصري عن محمد بن إبراهيم بن المنذر المکي عن الحسين بن سعيد الهيثم قال حدثني الأجلح الکندي قال حدثني أفلح بن سعيد عن محمد بن کعب عن طاوس اليماني عن عبد الله بن العباس قال دخلت علي النبي ص

[صفحه 17]

و الحسن علي عاتقه و الحسين علي فخذه يلثمهما و يقبلهما و يقول اللهم وال من والاهما و عاد ما عاداهما ثم قال يا ابن عباس کأني به و قد خضبت شيبته من دمه يدعو فلا يجاب و يستنصر فلا ينصر.

قلت من يفعل ذلک يا رسول الله؟

قال شرار أمتي ما لهم لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال يا ابن عباس من زاره عارفا بحقه کتب له ثواب ألف حجة و ألف عمرة ألا و من زاره فکأنما زارني و من زارني فکأنما زار الله و حق الزائر علي الله أن لا يعذبه بالنار ألا و إن الإجابة تحت قبته و الشفاء في تربته و الأئمة من ولده.

قلت يا رسول الله فکم الأئمة بعدک؟

قال بعدد حواري عيسي و أسباط موسي و نقباء بني إسرائيل.

قلت يا رسول الله فکم کانوا؟

قال کانوا اثني عشر و الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و بعده سبطاي الحسن و الحسين فإذا انقضي الحسين

[صفحه 18]

فابنه علي فإذا انقضي علي فابنه محمد فإذا انقضي محمد فابنه جعفر فإذا انقضي جعفر فابنه موسي فإذا انقضي موسي فابنه علي فإذا انقضي علي فابنه محمد فإذا انقضي محمد فابنه علي فإذا انقضي علي فابنه الحسن فإذا انقضي الحسن فابنه الحجة.

قال ابن عباس قلت يا رسول الله أسامي لم أسمع بهن قط قال لي يا ابن عباس هم الأئمة بعدي و إن نهروا أمناء معصومون نجباء أخيار يا ابن عباس من أتي يوم القيامة عارفا بحقهم أخذت بيده فأدخلته الجنة يا ابن عباس من أنکرهم أو رد واحدا منهم فکأنما قد أنکرني و ردني و من أنکرني و ردني فکأنما أنکر الله و رده يا ابن عباس سوف يأخذ الناس يمينا و شمالا فإذا کان کذلک فاتبع عليا و حزبه فإنه مع الحق و الحق معه و لا يفترقان حتي يردا علي الحوض يا ابن عباس ولايتهم ولايتي و ولايتي ولاية الله و حربهم حربي و حربي حرب الله و سلمهم سلمي و سلمي سلم الله.

[صفحه 19]

ثم قال ع يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ يَأْبَي اللّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ کَرِهَ الْکافِرُونَ.

حدثنا محمد بن علي قال حدثني علي بن عبد الله الوراق الرازي رضي الله عنه قال حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا الهيثم بن أبي مسروق عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن عبد الله بن عباس قال سمعت رسول الله ص يقول أنا و علي و الحسن و الحسين و تسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون.

[صفحه 20]

أخبرنا القاضي أبو الفرج المعافي بن زکريا البغدادي قال حدثنا أبو سلمان أحمد بن أبي هراسة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري قال حدثنا إسماعيل بن أبي أويس عن أبيه عن عبد الحميد الأعرج عن عطا قال دخلنا علي عبد الله بن عباس و هو عليل بالطائف في العلة التي توفي فيها و نحن رهطا ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف و قد ضعف فسلمنا عليه و جلسنا فقال لي يا عطا من القوم قلت يا سيدي هم شيوخ هذا البلد منهم عبد الله بن سلمة بن حضرمي الطائفي و عمارة بن أبي الأجلح و ثابت بن مالک فما زلت أعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا إليه فقالوا يا ابن عم رسول الله إنک رأيت رسول الله ص و سمعت منه ما سمعت فأخبرنا عن اختلاف هذه الأمة فقوم قد قدموا عليا علي غيره و قوم جعلوه بعد ثلاثة.

قال فتنفس ابن عباس و قال سمعت رسول الله ص يقول علي مع الحق و الحق مع علي و هو الإمام

[صفحه 21]

و الخليفة من بعدي فمن تمسک به فاز و نجا و من تخلف عنه ضل و غوي بلي يکفنني و يغسلني و يقضي ديني و أبو سبطي الحسن و الحسين و من صلب الحسين تخرج الأئمة التسعة و منا مهدي هذه الأمة.

فقال له عبد الله بن سلمة الحضرمي يا ابن عم رسول الله فهل کنت تعرفنا قبل هذا فقال و الله قد أديت ما سمعت و نصحت لکم و لکنکم لا تحبون الناصحين.

ثم قال اتقوا الله عباد الله تقية من اعتبر بهذا و اتقي في وحل و کمس في مهل و رغب في طلب و رهب في هرب و اعملوا لآخرتکم قبل حلول آجالکم و تمسکوا بالعروة

[صفحه 22]

الوثقي من عترة نبيکم فإني سمعته ص يقول من تمسک بعترتي من بعدي کان من الفائزين.

ثم بکي بکاء شديدا فقال له القوم أ تبکي و مکانک من رسول الله ص مکانک فقال لي يا عطا إنما أبکي لخصلتين هول المطلع و فراق الأحبة.

ثم تفرق القوم فقال لي يا عطا خذ بيدي و احملني إلي صحن الدار ثم رفع يديه إلي السماء و قال اللهم إني أتقرب إليک بمحمد و آله اللهم إني أتقرب إليک بولاية الشيخ علي بن أبي طالب فما زال يکررها حتي وقع إلي الأرض فصبرنا عليه ساعة ثم أقمناه فإذا هو ميت رحمة الله عليه.

فهذا عبد الله بن عباس روي عنه سعيد بن جبير و مجاهد و طاوس اليماني و الأصبغ بن نباتة و عطا و لو لا قصدي في إيراد هذه الأخبار الاقتصار و ترک التکرار لأوردت جملة و هذا القدر کفاية للمنصف المتدبر.

[صفحه 23]


صفحه 11، 12، 13، 14، 15، 16، 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23.