سندا القاضي الحسكاني إلي ابن عيينه











سندا القاضي الحسکاني إلي ابن عيينه



قال في شواهد التنزيل:381:2

1030- أخبرنا أبوعبدالله الشيرازي أخبرنا أبوبکر الجرجرائي، حدثنا أبوأحمد البصري قال: حدثني محمد بن سهل حدثنا زيد بن إسماعيل مولي الأنصاري، حدثنا محمد بن أيوب الواسطي، عن سفيان بن عينية، عن جعفر بن محمد، عن أبيه: عن علي قال: لما نصب رسول الله صلي الله عليه وسلم علياًّ يوم غدير خم فقال: من کنت مولاه فعلي مولاه. طار ذلک في البلاد، فقدم علي رسول الله النعمان بن الحرث الفهري فقال: أمرتنا عن الله أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنک رسول الله، وأمرتنا بالجهاد والحج والصلاة والزکاة والصوم فقبلناها منک، ثم لم ترض حتي نصبت هذا الغلام فقلت: من کنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شي ء منک أو أمر من عند الله؟!!

قال: أمرٌ من عند الله.

قال: الله الذي لاإله إلا هو إن هذا من الله؟

قال: الله الذي لاإله إلا هو إن هذا من الله.

قال: فولي النعمان وهو يقول (اللهم) إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فرماه الله بحجر علي رأسه فقتله، فأنزل الله تعالي (سأل سائل).

1031- حدثونا عن أبي بکر السبيعي، حدثنا أحمد بن محمد بن نصر أبوجعفر الضبعي، قال: حدثني زيد بن إسماعيل بن سنان، حدثنا شريح بن النعمان، حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر عن أبيه، عن علي بن الحسين قال: نصب رسول الله صلي الله عليه وآله علياً يوم غدير خم (و) قال: من کنت مولاه فعلي مولاه فطار ذلک في البلاد. الحديث به سواء معني.

(الطريق الثالث: للقاضي الحسکاني عن جابر الجعفي

قال في شواهد التنزيل:382:2).

1032- ورواه أيضاً في التفسير العتيق قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الکوفي قال: حدثني نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن محمد بن علي قال: أقبل الحارث بن عمرو الفهري إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: إنک أتيتنا بخبر السماء فصدقناک وقبلنا منک. فذکر مثله إلي قوله: فارتحل الحارث، فلما صار ببطحاء (مکة) أتته جندلة من السماء فشدخت رأسه، فأنزل الله (سأل سائل بعذاب واقع للکافرين) بولاية علي عليه السلام. وفي الباب عن حذيفة، وسعد بن أبي وقاص، وأبي هريرة، وابن عباس).

الطريق الرابع: للقاضي الحسکاني عن حذيفة بن اليمان قال في شواهد التنزيل:383:2

1033- حدثني أبوالحسن الفارسي، حدثنا أبوالحسن محمد بن إسماعيل الحسني، حدثنا عبدالرحمان بن الحسن الأسدي، حدثنا إبراهيم. وأخبرنا أبوبکر محمد بن محمد البغدادي، حدثنا أبومحمد عبدالله بن أحمد بن جعفر الشيباني، حدثنا عبدالرحمن بن الحسن الأسدي، حدثنا إبراهيم بن الحسن الکسائي، حدثنا الفضل بن دکين، حدثنا سفيان بن سعيد، حدثنا منصور، عن ربعي، عن حذيفة بن اليمان قال: لما قال رسول الله صلي الله عليه وآله لعلي: من کنت مولاه فهذا مولاه. قام النعمان بن المنذر الفهري (کذا) فقال: هذا شي ء قلته من عندک أو شي ء أمرک به ربک.

قال: لا، بل أمرني به ربي.

فقال: اللهم أنزل علينا حجارة من السماء. فما بلغ رحله حتي جاءه حجرٌ فأدماه فخر ميتاً، فأنزل الله تعالي (سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين ليس له دافع) و (الطريقان) لفظهما واحد).

الطريق الخامس: للقاضي الحسکاني عن أبي هريرة

قال في شواهد التنزيل:385:2

1034- وأخبرنا عثمان أخبرنا فرات بن إبراهيم الکوفي قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبوعمارة محمد بن أحمد المهدي، حدثنا محمد بن أبي معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلي الله عليه وسلم بعضد علي بن أبي طالب يوم غدير خم، ثم قال: من کنت مولاه فهذا مولاه. فقام إليه أعرابي فقال: دعوتنا أن نشهد أن لاإله إلا الله وأنک رسول الله فصدقناک، وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا، وبالزکاة فأدينا، فلم يقنعک إلا أن تفعل هذا! فهذا عن الله أم عنک؟

قال: عن الله، لاعني.

قال: الله الذي لاإله إلا هو لهذا عن الله لاعنک؟!

قال: نعم، ثلاثاً، فقام الأعرابي مسرعاً إلي بعيره، وهو يقول: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک.. الآية، فما استتم الکلمات حتي نزلت نار من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلک: سأل سائل.. إلي قوله دافع. انتهي.

وقد ذکر الحسکاني کما رأيت طريقين آخرين إلي سعد بن أبي وقاص، وابن عباس، ولم يذکر سندهما.. ولعلهما الطريقان الموجودان في تفسير فرات الکوفي.

ثانياً: طرق وأسانيد مصادرنا إلي سفيان بن عيينة

1. أسانيد فرات بن إبراهيم الکوفي إلي سفيان بن عيينة تفسير فرات الکوفي ص:505

3- فرات قال: حدثني محمد بن أحمد ظبيان معنعناً: عن الحسين بن محمد الخارفي قال: سألت سفيان بن عيينة عن: سأل سائل، فيمن نزلت: قال: يا ابن أخي سألتني عن شي ء ما سألني عنه أحد قبلک، لقد سألت جعفر بن محمد عليهماالسلام عن مثل الذي سألتني عنه، فقال: أخبرني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لما کان يوم غدير خم، قام رسول الله صلي الله عليه وآله خطيباً فأوجز في خطبته، ثم دعا علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتي رئي بياض إبطيهما وقال: ألم أبلغکم الرسالة؟ ألم أنصح لکم؟ قالوا: اللهم نعم.

فقال: من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله.

ففشت في الناس فبلغ ذلک الحارث بن النعمان الفهري، فرحل راحلته ثم استوي عليها ورسول الله صلي الله عليه وآله إذ ذاک بمکة حتي انتهي إلي الأبطح، فأناخ ناقته ثم عقلها، ثم جاء إلي النبي صلي الله عليه وآله فسلم، فرد عليه النبي صلي الله عليه وآله، فقال:

يا محمد! إنک دعوتنا أن نقول لاإله إلا الله فقلنا! ثم دعوتنا أن نقول إنک رسول الله فقلنا، وفي القلب ما فيه، ثم قلت صلوا فصلينا، ثم قلت صوموا فصمنا فأظمأنا نهارنا وأتعبنا أبداننا، ثم قلت حجوا فحججنا، ثم قلت إذا رزق أحدکم مأتي درهم فليتصدق بخمسة کل سنة، ففعلنا.

ثم إنک أقمت ابن عمک فجعلته علما وقلت: من کنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، أفعنک أم عن الله؟!

قال: بل عن الله. قال: فقالها ثلاثاً.

قال: فنهض، وإنه لمغضب وإنه ليقول: اللهم إن کان ما قال محمد حقاًّ فأمطر علينا حجارة من السماء، تکون نقمة في أولنا وآية في آخرنا، وإن کان ما قال محمد کذبا فأنزل به نقمتک.

ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوي عليها، فلما خرج من الأبطح رماه الله تعالي بحجر من السماء فسقط علي رأسه وخرج من دبره، وسقط ميتاً فأنزل الله فيه: سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج. انتهي.

2. أسانيد محمد بن العباس إلي سفيان بن عيينة

تأويل الآيات:722:2:

(قال محمد بن العباس رحمه الله: حدثنا علي بن محمد بن مخلد، عن الحسن بن القاسم، عن عمر بن الأحسن، عن آدم بن حماد، عن حسين بن محمد قال: سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عزوجل: سأل سائل، فيمن نزلت؟ فقال...)، بنحو رواية فرات الأخيرة.

3. سند الشريف المرتضي إلي سفيان بن عيينة

مدينة المعاجز:407:1

270- السيد المرتضي في عيون المعجزات: قال: حدث أبوعبدالله محمد بن أحمد قال: حدثنا أبي قال: حدثني علي بن فروخ السمان قال: حدثني يحيي بن زکرياء المنقري قال: حدثنا سفيان بن عيينة قال: حدثني عمر بن أبي سليم العيسي، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه عليهماالسلام قال: لما نصب رسول الله صلي الله عليه وآله علياً يوم غدير خم وقال: من کنت مولاه فعلي مولاه...

قلت: قد ذکرت في معني هذا الحديث رواية المفضل بن عمر الجعفي، عن الصادق عليه السلام في کتاب البرهان في تفسير القرآن بالرواية عن أهل البيت في قوله تعالي: قل فلله الحجة البالغة، من سورة الأنعام.

وفي سورة المعارج في قوله تعالي: سأل سائل بعذاب واقع، رواية أخري.

4. سند منتجب الدين الرازي إلي سفيان بن عيينةالأربعون حديثاً لمنتجب الدين الرازي ص82:

الحکاية الخامسة: أنا أبوالعلاء زيد بن علي بن منصور الأديب والسيد أبوتراب المرتضي بن الداعي بن القاسم الحسني قالا: نا الشيخ المفيد عبدالرحمن بن أحمد الواعظ الحافظ إملاءً: أنا محمد بن زيد بن علي الطبري أبوطالب بن أبي شجاع البريدي بآمل بقراءتي عليه، أنا أبوالحسين زيد بن إسماعيل الحسني، نا السيد أبوالعباس أحمد بن إبراهيم الحسني، أنا عبدالرحمن بن الحسن الخاقاني، نا عباس بن عيسي، نا الحسن بن عبدالواحد الخزاز، عن الحسن بن علي النخعي، عن رومي بن حماد المخارقي قال:قلت لسفيان بن عيينة: أخبرني عن (سأل سائل) فيمن أنزلت؟ قال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلک، سألت عنها جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني عنها أحد قبلک، حدثني أبي عن آبائه عليهم السلام قال: لما حج النبي صلي الله عليه وآله حجة الوداع فنزل بغدير خم، نادي في الناس فاجتمعوا. فقال: يا أيها الناس ألم أبلغکم الرسالة؟ قالوا: اللهم بلي.

قال: أفلم أنصح لکم؟ قالوا: اللهم بلي. قال: فأخذ بضبع علي عليه السلام فرفعه حتي رؤي بياض إبطيهما، ثم قال: أيها الناس من کنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فشاع ذلک، فبلغ الحارث بن النعمان الفهري، فأقبل يسير علي ناقة له حتي نزل بالأبطح فأناخ راحلته وشد عقالها، ثم أتي النبي صلي الله عليه وآله وهو في ملأ من أصحابه، فقال: يا رسول الله والله الذي لاإله إلا هو إنک أمرتنا أن نشهد أن لاإله إلا الله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نشهد أنک رسوله فشهدنا، ثم أمرتنا أن نصلي خمساً فصلينا، ثم أمرتنا أن نصوم شهر رمضان فصمنا، ثم أمرتنا أن نزکي فزکينا، ثم أمرتنا أن نحج فحججنا، ثم لم ترض حتي نصبت ابن عمک علينا، فقلت: من کنت مولاه فهذا علي مولاه هذا عنک أو عن الله تعالي؟! قال النبي صلي الله عليه وآله: لا، بل عن الله.

قال: فقام الحارث بن النعمان مغضباً وهو يقول: اللهم إن کان ما قال محمد حقاًّ فأنزل بي نقمة عاجلة.

قال: ثم أتي الأبطح فحل عقال ناقته واستوي عليها، فلما توسط الأبطح رماه الله بحجر فوقع وسط دماغه وخرج من دبره، فخر ميتاً، فأنزل الله تعالي: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين ليس له دافع. وقد أورد أبوإسحاق الثعلبي إمام أصحاب الحديث في تفسيره هذه الحکاية بغير إسناد.

5. سند الطبرسي إلي سفيان بن عيينة

تفسير الميزان:58:6:

(وفي المجمع أخبرنا السيد أبوالحمد قال: حدثنا الحاکم أبوالقاسم الحسکاني قال: أخبرنا أبوعبدالله الشيرازي قال: أخبرنا أبوبکر الجرجاني قال: أخبرنا أبوأحمد البصري قال: حدثنا محمد بن سهل قال: حدثنا زيد بن إسماعيل مولي الأنصار قال: حدثنا محمد بن أيوب الواسطي قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن جعفر بن محمد الصادق، عن آبائه قال: لما نصب رسول الله صلي الله عليه وآله علياًّ يوم غدير خم قال: من کنت مولاه فهذا علي مولاه...).

ثالثاً: طرق وأسانيد من مصادرنا من غير طريق سفيان بن عيينة

1. أسانيد محمد بن يعقوب الکليني الکافي:422:1

47- علي بن إبراهيم، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قول الله تعالي: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين (بولاية علي) ليس له دافع ثم قال: هکذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام علي محمد صلي الله عليه وآله. انتهي.

ومعني قوله عليه السلام (هکذا والله نزل بها جبرئيل عليه السلام علي محمد صلي الله عليه وآله) أن جبرئيل نزل بتأويلها، وهو مثل قول ابن مسعود المتقدم في آية التبليغ أنهم کانوا يقرؤون علي عهد النبي صلي الله عليه وآله (بلغ ما أنزل إليک- في علي)، ومثله عن ابن عباس في آيات الخندق أنه کان يقرأ (وکفي الله المؤمنين القتال- بعلي) فهذه ليست قراءات، لأنه لايجوز إضافة أي حرفٍ إلي نص کتاب الله تعالي، بل کلها تفاسير من الصحابة أو تفسيرٌ نزل به جبرئيل عليه السلام فبلغهم إياه النبي صلي الله عليه وآله فکانوا يقرؤونها کالذي يشرح آيةً، أو کتبوها في تفاسيرهم کالهامش.

وفي الکافي:57:8

18- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير قال: بينا رسول الله صلي الله عليه وآله ذات يوم جالساً إذ أقبل أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له رسول الله صلي الله عليه وآله: إن فيک شبهاً من عيسي بن مريم، ولولا أن تقول فيک طوائف من أمتي ما قالت النصاري في عيسي بن مريم، لقلت فيک قولاً لاتمر بملأٍ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميک، يلتمسون بذلک البرکة.

قال: فغضب أعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم، فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلاً إلا عيسي بن مريم، فأنزل الله علي نبيه صلي الله عليه وآله فقال: (ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومک منه يصدون، وقالوا أآلهتنا خيرٌ أم هو ما ضربوه لک إلا جدلاً بل هم قوم خصمون، إن هو إلا عبدأنعمنا عليه وجعلناه مثلاً لبني إسرائيل. ولو نشاء لجعلنا منکم- يعني من بني هاشم- ملائکة في الأرض يخلفون). قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک أن بني هاشم يتوارثون هرقلاً بعد هرقل، فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم... إلي آخره. ولعل في متن هذا الحديث اضطراباً، وفيه: (ثم قال له: يا بن عمرو إما تبت وإما رحلت. فقال: يا محمد، بل تجعل لسائر قريش شيئاً مما في يديک، فقد ذهبت بنو هاشم بمکرمة العرب والعجم! فقال له النبي صلي الله عليه وآله: ليس ذلک إلي، ذلک إلي الله تبارک وتعالي.

فقال: يا محمد قلبي ما يتابعني علي التوبة، ولکن أرحل عنک، فدعا براحلته فرکبها فلما صار بظهر المدينة، أتته جندلةٌ فرضخت هامته، ثم أتي الوحي إلي النبي صلي الله عليه وآله فقال: (سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين- بولاية علي- ليس له دافع، من الله ذي المعارج).

2. أسانيد فرات بن إبراهيم الکوفي تفسير فرات الکوفي ص503:

1- قال: حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبوعمارة محمد بن أحمد المهتدي قال: حدثنا محمد بن معشر المدني، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله صلي الله عليه وسلم يوم غدير خم قال فعلا عليها فحمد الله وأثني عليه، ثم أخذ بعضد علي بن أبي طالب عليه السلام فاستلها فرفعها، ثم قال: اللهم من کنت مولاه فعلي (فهذا علي) مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله.

فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله دعوتنا أن نشهد أن لاإله إلا الله فشهدنا وأنک رسول الله فصدقنا، وأمرتنا بالصلاة فصلينا، وبالصيام فصمنا، وبالجهاد فجاهدنا، وبالزکاة فأدينا، قال: ولم يقنعک إلا أن أخذت بيد هذا الغلام علي رؤوس الأشهاد، فقلت: اللهم من کنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره واخذل من خذله! فهذا عن الله أم عنک؟!


قال: هذا عن الله، لاعني.

قال: الله الذي لاإله إلا هو لهذا عن الله لاعنک؟!

قال: الله الذي لاإله إلا هو لهذا عن الله لاعني.

ثم قال ثالثة: الله الذي لاإله إلا هو لهذا عن ربک لاعنک؟

قال: الله الذي لاإله إلا هو لهذا عن ربي لاعني.

قال: فقام الأعرابي مسرعاً إلي بعيره وهو يقول: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. قال: فما استتم الأعرابي الکلمات حتي نزلت عليه نار من السماء فأحرقته، وأنزل الله في عقب ذلک: سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين ليس له دافع، من الله ذي المعارج.

2- قال فرات: حدثني جعفر بن محمد بن بشرويه القطان معنعناً، عن الأوزاعي، عن صعصعة بن صوحان والأحنف بن قيس قالا جميعاً: سمعنا ابن عباس رضي الله عنه قال: کنت مع رسول الله صلي الله عليه وآله إذ دخل علينا عمرو بن الحارث الفهري قال: يا أحمد أمرتنا بالصلاة والزکاة، أفمنک هذا أم من ربک يا محمد؟ قال: الفريضة من ربي وأداء الرسالة مني، حتي أقول: ما أديت إليکم إلا ما أمرني ربي.

قال: فأمرتنا بحب علي بن أبي طالب، زعمت أنه منک کهارون من موسي، وشيعته علي نوق غر محجلةٍ يرفلون في عرصة القيامة، حتي يأتي الکوثر فيشرب ويسقي هذه الأمة، ويکون زمرة في عرصة القيامة، أبهذا الحب سبق من السماء أم کان منک يا محمد؟

قال: بل سبق من السماء ثم کان مني. لقد خلقنا الله نوراً تحت العرش!

فقال عمرو بن الحارث: الآن علمت أنک ساحر کذاب! يا محمد ألستما من ولد آدم؟ قال: بلي، ولکن خلقني الله نوراً تحت العرش قبل أن يخلق الله آدم باثني عشر ألف سنة، فلما أن خلق الله آدم ألقي النور في صلب آدم، فأقبل ينتقل ذلک النور من صلب إلي صلب، حتي تفرقنا في صلب عبدالله بن عبدالمطلب وأبي طالب، فخلقنا ربي من ذلک النور لکنه لکن لانبي بعدي.

قال: فوثب عمرو بن الحارث الفهري مع اثني عشر رجلاً من الکفار، وهم ينفضون أرديتهم فيقولون: اللهم إن کان محمد صادقاً في مقالته فارم عمرواً وأصحابه بشواظ من نار.

قال فرمي عمرو وأصحابه بصاعقة من السماء، فأنزل الله هذه الآية: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج. فالسائل عمرو وأصحابه.

4- فرات قال: حدثنا أبوأحمد يحيي بن عبيدبن القاسم القزويني معنعناً، عن سعد بن أبي وقاص، قال: صلي بنا النبي صلي الله عليه وآله صلاة الفجر يوم الجمعة، ثم أقبل علينا بوجهه الکريم الحسن وأثني علي الله تبارک وتعالي، فقال: أخرج يوم القيمة وعلي بن أبي طالب أمامي، وبيده لواء الحمد، وهو يومئذ من شقتين شقة من السندس وشقة من الإستبرق، فوثب إليه رجل أعرابي من أهل نجد من ولد جعفر بن کلاب بن ربيعة، فقال: قد أرسلوني إليک لأسألک، فقال: قل يا أخا البادية.

قال: ما تقول في علي بن أبي طالب، فقد کثر الإختلاف فيه؟

فتبسم رسول الله صلي الله عليه وآله ضاحکاً فقال: يا أعرابي، ولم يکثر الإختلاف فيه؟ علي مني کرأسي من بدني، وزري من قميصي.

فوثب الأعرابي مغضباً ثم قال: يا محمد إني أشد من علي بطشاً، فهل يستطيع علي أن يحمل لواء الحمد؟

فقال النبي صلي الله عليه وآله: مهلاً يا أعرابي، فقد أعطي علي يوم القيامة خصالاً شتي: حسن يوسف، وزهد يحيي، وصبر أيوب، وطول آدم، وقوة جبرئيل. وبيده لواء الحمد وکل الخلائق تحت اللواء، يحف به الأئمة والمؤذنون بتلاوة القرآن والأذان، وهم الذين لايتبددون في قبورهم. فوثب الأعرابي مغضباً وقال: اللهم إن يکن ما قال محمد فيه حقاًّ فأنزل علي حجراً.

فأنزل الله فيه: سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج).

3. سندا محمد بن العباس

تأويل الآيات:722:2:

(وقال أيضاً: حدثنا أحمد بن القاسم، عن أحمد بن محمد السياري، عن محمد بن خالد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام أنه تلا: (سأل سائل بعذاب واقع للکافرين- بولاية علي- ليس له دافع) ثم قال: هکذا هي في مصحف فاطمة عليهاالسلام.

ويؤيده: ما رواه محمد البرقي، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله عزوجل: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين- بولاية علي- ليس له دافع، ثم قال: هکذا والله نزل بها جبرئيل علي النبي صلي الله عليه وآله.) انتهي.

وقد تقدم أن عبارة (بولاية علي عليه السلام) تفسير للآية، وکانوا يکتبون ذلک في هامش مصاحفهم، کما ورد عن مصحف ابن عباس أنه کان فيه: وکفي الله المؤمنين القتال، بعلي، عليه السلام.

4. سند جامع الأخبار

بحارالأنوار:165:33:

42- جامع الأخبار: أخبرنا علي بن عبدالله الزيادي، عن جعفر بن محمد لدوريستي، عن أبيه، عن الصدوق، عن أبيه، عن سعد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن زرارة قال: سمعت الصادق عليه السلام قال لما خرج رسول الله صلي الله عليه وآله إلي مکة في حجة الوداع، فلما انصرف منها- وفي خبر آخر: وقد شيعه من مکة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة آلاف رجل من المدينة- جاءه جبرئيل في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالي يقرؤک السلام، وقرأ هذه الآية: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليک من ربک.. فقال له رسول الله صلي الله عليه وآله: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالإسلام فأخشي أن يضطربوا ولا يطيعوا... فقال له: يا جبرئيل أخشي من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل ونزل عليه في اليوم الثالث وکان رسول الله صلي الله عليه وآله بموضع يقال له غدير خم، وقال له:

(يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليک من ربک، وإن لم تفعل فما بلغت رسالته، والله يعصمک من الناس).

فلما سمع رسول الله هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المکان حتي أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل وصعدها وأخرج معه علياً عليه السلام وقام قائماً وخطب خطبة بليغة، وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر کلامه: يا أيها الناس ألست أولي بکم منکم؟

فقالوا: بلي يا رسول الله.....فلما کان بعد ثلاثة، وجلس النبي صلي الله عليه وآله مجلسه أتاه رجل من بني مخزوم يسمي عمر بن عتبة، وفي خبر آخر حارث بن النعمان الفهري، فقال: يا محمد أسألک عن ثلاث مسائل. فقال: سل عما بدا لک.

فقال: أخبرني عن شهادة أن لاإلا الله وأن محمداً رسول الله، أمنک أم من ربک؟

قال النبي صلي الله عليه وآله: أوحي إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا من أمر ربي.

قال: فأخبرني عن الصلاة والزکاة والحج والجهاد، أمنک أم من ربک؟

قال النبي صلي الله عليه وآله مثل ذلک.

قال: فأخبرني عن هذا الرجل- يعني علي بن أبي طالب عليه السلام- وقولک فيه: من کنت مولاه فهذا علي مولاه..... أمنک أم من ربک؟!

قال النبي صلي الله عليه وآله: أوحي إلي من الله، والسفير جبرئيل، والمؤذن أنا، وما أذنت إلا ما أمرني.

فرفع المخزومي رأسه إلي السماء فقال: اللهم إن کان محمد صادقاً فيما يقول فأرسل عليَّ شواظاً من نار، وفي خبر آخر في التفسير فقال: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء، وولي، فوالله ما سار غير بعيد حتي أظلته سحابة سوداء، فأرعدت وأبرقت فأصعقت، فأصابته الصاعقة فأحرقته النار!

فهبط جبرئيل وهو يقول: إقرأ يا محمد: سأل سائل بعذاب واقع، للکافرين ليس له دافع. فقال النبي صلي الله عليه وآله لأصحابه: رأيتم؟! قالوا: نعم.

قال: وسمعتم؟ قالوا: نعم.

قال: طوبي لمن والاه والويل لمن عاداه، کأني أنظر إلي علي وشيعته يوم القيامة يزفون علي نوقٍ من رياض الجنة، شباب متوجون مکحلون لاخوفٌ عليهم ولا هم يحزنون، قد أيدوا برضوان من الله أکبر، ذلک هو الفوز العظيم، حتي سکنوا حظيرة القدس من جوار رب العالمين، لهم فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين وهم فيها خالدون، ويقول لهم الملائکة: سلام عليکم بما صبرتم فنعم عقبي الدار).

5. سند مدينة المعاجز للبحراني

مدينة المعاجز:267:2:

(العلامة الحلي في الکشکول: عن محمد بن أحمد بن عبدالرحمان الباوردي: فقال النضر بن الحارث الفهري: إذا کان غداً اجتمعوا عند رسول الله صلي الله عليه وآله حتي أقبل أنا وأتقاضاه ما وعدنا به في بدء الإسلام، وانظر ما يقول، ثم نحتج، فلما أصبحوا فعلوا ذلک فأقبل النضر بن الحارث فسلم علي النبي صلي الله عليه وآله فقال: يا رسول الله إذا کنت أنت سيد ولد آدم، وأخوک سيد العرب، وابنتک فاطمة سيدة نساء العالمين وابناک الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمک حمزة سيد الشهداء وابن عمک ذو الجناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء. وعمک جلدة بين عينيک وصنو أبيک، وشيبة له السدانة، فما لسائر قومک من قريش وسائر العرب؟!

فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول لنا مالک وعلينا ما عليک.

فأطرق رسول الله صلي الله عليه وآله طويلاً ثم رفع رأسه فقال: أما أنا والله ما فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم هذا فما ذنبي؟!

فولي النضر بن الحارث وهو يقول: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. يعني الذي يقول محمد فيه وفي أهل بيته، فأنزل الله تعالي: وإذ قالوا إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم.. إلي قوله: وهم يستغفرون. فبعث رسول الله صلي الله عليه وآله إلي النضر بن الحارث الفهري وتلا عليه الآية فقال: يا رسول الله إني قد سررت ذلک جميعه أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لک ولأهل بيتک من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا به. أما أنا فأسألک أن تأذن لي أن أخرج من المدينة، فإني لاأطيق المقام بها!

فوعظه النبي صلي الله عليه وآله إن ربک کريم، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلک من مواهبه، فارض وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المکاره، ويخفف عمن يشاء، وله الخلق والأمر، مواهبه عظيمة، وإحسانه واسع.

فأبي الحارث، وسأله الإذن فأذن له رسول الله صلي الله عليه وآله فأقبل إلي بيته وشد علي راحلته ورکبها مغضباً، وهو يقول: اللهم إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم.

فلما صار بظهر المدينة وإذا بطيرٍ في مخلبه حجرٌ، فأرسله إليه فوقع علي هامته، ثم دخلت في دماغه وخرج من جوفه ووقع علي ظهر راحلته وخرج من بطنها، فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالي: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين- بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد- ليس له دافع من الله ذي المعارج. انتهي.

وقال في هامشه: لم نجد کتاب الکشکول للعلامة الحلي رحمه الله بل هو للمحدث الجليل العلامة السيد حيدر بن علي الحسيني الآملي من علماء القرن الثامن الهجري، أوله: أما البداية فليس بخفي من علمک ولا يستتر عن فهمک وآخره: والحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين. انتهي.

6. رواية المناقب لابن شهرآشوب

بحارالأنوار:320:31:

17- قب: أبوبصير عن الصادق عليه السلام لما قال النبي صلي الله عليه وآله: يا علي لولا أنني أخاف أن يقول فيک ما قالت النصاري في المسيح لقلت اليوم فيک مقالة لاتمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدمک.. الخبر. قال الحارث بن عمرو الفهري لقوم من أصحابه: ما وجد محمد لابن عمه مثلاً إلا عيسي بن مريم يوشک أن يجعله نبياً من بعده. والله إن آلهتنا التي کنا نعبد خير منه! فأنزل الله تعالي: ولما ضرب ابن مريم مثلاً.. إلي قوله: وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون، هذا صراط مستقيم.

وفي رواية: أنه نزل أيضاً: إن هو إلا عبدأنعمنا عليه.. الآية. فقال النبي صلي الله عليه وآله: يا حارث إتق الله وارجع عما قلت من العداوة لعلي بن أبي طالب. فقال: إذا کنت رسول الله وعلي وصيک من بعدک وفاطمة بنتک سيدة نساء العالمين والحسن والحسين ابناک سيدي شباب أهل الجنة، وحمزة عمک سيد الشهداء، وجعفر الطيار ابن عمک يطير مع الملائکة في الجنة، والسقاية للعباس عمک، فما ترکت لسائر قريش وهم ولد أبيک؟

فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ويلک يا حارث ما فعلت ذلک ببني عبدالمطلب، لکن الله فعله بهم!

فقال: إن کان هذا هو الحق من عندک فأمطر علينا حجارة من السماء.. الآية. فأنزل الله تعالي: وما کان الله ليعذبهم وأنت فيهم، ودعا رسول الله صلي الله عليه وآله الحارث فقال: إما أن تتوب أو ترحل عنا.

قال: فإن قلبي لايطاوعني إلي التوبة، لکني أرحل عنک! فرکب راحلته، فلما أصحر أنزل الله عليه طيراً من السماء في منقاره حصاة مثل العدسة فأنزلها علي هامته وخرجت من دبره إلي الأرض، ففحص برجله، وأنزل الله تعالي علي رسوله: سأل سائل بعذاب واقع للکافرين- بولاية علي-.

7. رواية علي بن إبراهيم القمي

تفسير القمي:385:2:

(أخبرنا أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبدالله، عن محمد بن علي، عن علي بن حسان، عن عبدالرحمن بن کثير، عن أبي الحسن عليه السلام في قوله: سأل سائل بعذاب واقع، قال: سأل رجل عن الأوصياء وعن شأن ليلة القدر، وما يلهمون فيها. فقال النبي صلي الله عليه وآله: سألت عن عذابٍ واقع، ثم کفر بأن ذلک لايکون، فإذا وقع فليس له من دافع). انتهي.

وهناک أسانيد أخري، يصعب استقصاؤها فراجع شرح الأخبار للقاضي النعمان المغربي، وکنز الحقائق للکراجکي، والفضائل لشاذان بن جبرئيل، وتفسير القمي، والمناقب لابن شهرآشوب، وغاية المرام للبحراني.. وغيرها.

النتيجة: صحة أصل الحديث، وتعدد العقاب الإلهي

المتأمل في روايات العقاب الإلهي العاجل لمن اعترض علي ولاية علي عليه السلام يصل إلي نتيجتين:

النتيجة الأولي: أن أصل الحديث مستوفٍ لشروط الصحة.. فمهما کان الباحث بطي ء التصديق، ميالاً للتشکيک، وأجاز لنفسه القول إن الشيعة وضعوا هذا الحديث ودونوه في مصادرهم.. فلا يمکنه أن يفسر وجوده في مصادر السنة بذلک، لأن عدداً من أئمتهم المحدثين قد رووه وتبنوه، کما رأيت!

نعم قد يعترض متعصبٌ بأن هؤلاء الأئمة السنيين، قد رووا ذلک عن أئمة أهل البيت عليهم السلام.

وجوابه أولاً، أن مقام أهل البيت عليهم السلام عند السنة لايقل عن مقام کبار أئمتهم، خاصة مثل الإمامين الباقر والصادق عليهماالسلام الذين يروي عنهما مباشرة أو بالواسطة عدد من کبار أئمتهم، مثل أبي عبيد والسفيانين والزهري ومالک وأحمد.. وغيرهم.

والحساسية التي قد تراها عند السنيين من أحاديث أهل البيت عليهم السلام إنما هي مما نرويه نحن الشيعة! أما ما يرويه عنهم أئمتهم، فقد قبلوه ودونوه في صحاحهم.

وجوابه ثانياً، أن طرق الحديث ليست محصورةً بأهل البيت عليهم السلام فقد تقدم طريق الحاکم الحسکاني عن حذيفة، وأبي هريرة، وغيرهما أيضاً.

والنتيجة الثانية: أن الحادثة التي وردت في الأحاديث المتقدمة وغيرها لايمکن أن تکون حادثة واحدة، بل هي متعددة.. وذلک بسبب تعدد الأسماء، ونوع العقوبة والأمکنة، والأزمنة، والملابسات المذکورة في روايات الحديث.. فرواية أبي عبيد والثعلبي وغيرها تقول إن الحادثة کانت في المدينة أو قربها، وأن العذاب کان بحجرٍ من سجيل.. ورواية أبي هريرة وغيرها تقول إن الإعتراض کان في نفس غدير خم بعد خطبة النبي صلي الله عليه وآله، وأن العقوبة کانت بنارٍ نزلت من السماء.. وبعضها يقول إنها کانت بصاعقة..

والأسماء الواردة متعددة أيضاً، والتصحيف يصح في بعضها، لکن لايصح في جميعها.

المسألة السابعة: عشيرة سأل سائل بعذاب واقع

بقيت عدة مسائل وبحوث، تتعلق بموضوعنا:

منها، عدد المعترضين علي النبي صلي الله عليه وآله بعد الغدير، وهوياتهم.. ونوع العقوبة الإلهية التي وقعت عليهم..

ومنها، ما أحدثه الإعلان النبوي عن ولاية العترة الطاهرة من تأثير علي المسلمين عامة، وعلي قريش خاصة.. وما يتصل به من الجو العام في الشهرين الأخيرين من حياة النبي صلي الله عليه وآله، والآيات التي نزلت، والأحداث التي وقعت.. ومن أهمها تشاور الأنصار وعرضهم علي النبي صلي الله عليه وآله أن يخصصوا له ولعترته ثلث أموالهم لمصارفهم، ونزول آية (قل لاأسألکم عليه أجراً إلا المودة في القربي) وزيادة حساسية قريش بسبب ذلک.

ومن أهمها أيضاً، أن النبي صلي الله عليه وآله قرر أن يرسل کل شخصيات قريش المؤثرين في جيش إلي مؤتة، وأمَّر عليهم شاباً أسود البشرة من أصل إفريقي عمره تسع عشرة سنة، هو أسامة بن زيد!

وهدف النبي صلي الله عليه وآله من ذلک أن يوجه نظر الأمة إلي الجبهة الخارجية، ويفرغ المدينة من المخالفين لعترته، حتي إذا توفي لم يکن فيها إلا علي والأنصار.. الي آخر الأحداث في هذه الفترة الحاسمة.

ومنها، بحث محاولتي اغتيال النبي صلي الله عليه وآله بعد إعلان الغدير، في طريق رجوعه في عقبة هرشي، وفي قصة لده وإعطائه الدواء بالقوة عندما أغمي عليه من الحمي في مرضه رغم نهيه إياهم عن ذلک!

ومنها، قصة الصحيفة الملعونة الثالثة، التي ورد في مصادرنا أن المعارضين لإعلان ولاية علي عليه السلام کتبوها في المدينة، وتعاهدوا ضد آل النبي صلي الله عليه وآله!

ومن البحوث المفيدة أيضاً، بحث فضل يوم الغدير، وما ورد في مصادر الفريقين من استحباب صومه، والشکر وإظهار السرور فيه... إلخ.

ومع أنها جميعاً بحوث مفيدة، ترتبط بموضوعنا.. لکن فضلنا عدم الإطالة والاقتصار علي أولها، وهو عشيرة بني عبدالدار القرشية، التي ورد عند الفريقين أن آية (سأل سائل بعذاب واقع) نزلت في رئيسها النضر بن الحارث، وفي ابنه جابر بن النضر.. وغرضنا منه استکمال الصورة الصحيحة عن قبائل قريش وحسدها للنبي وأهل بيته الطاهرين، صلي الله عليه وعليهم.