دلاله هاتين القصتين











دلاله هاتين القصتين



تدل هاتان القصتان علي أن صحاح إخواننا فيها متناقضاتٌ لايمکن لباحث أن يقبلها جميعاً، بل لابد له أن يرجح بعضها ويرد بعضها.

وکيف يمکن لعاقلٍ أن يقبل في موضوعنا أن عمر لم يسأل النبي صلي الله عليه وآله عن الآية لأنها آخر آية نزلت.. ثم يقبل أنه سأله عنها مراراً، حتي دفعه بإصبعه في صدره، وغضب منه... إلخ!!

وکيف يقبل أن الکلالة آخر آية، وآيات الربا آخر آيات.. إلي آخر التناقضات التي ذکرناها، وأکثر منها مما لم نذکره!

وتدل القصتان علي أن سلطة الخليفة عمر علي السنيين بلغت حداً تستطيع معه أن تجعل ادعاءه غير المعقول.. معقولاً! وأن المهم عندهم تکييف تفسير الاسلام والقرآن، وأحداث نزول آياته، وأسبابها، وفق ما قاله الخليفة، حتي لو تناقضت أقواله، وحتي لو لزم من ذلک اتهام النبي صلي الله عليه وآله بأنه قصر في التبليغ، أو اتهام الله تعالي بالتناقض في دينه، وفي أفعاله تعالي!

وإذا اعترض أحدٌ علي ذلک فهو رافضي، عدوٌّ للإسلام ورسوله وصحابته!

وتدل القصتان في موضوعنا علي أن آيات الربا وإرث الکلالة، وربما غيرهما، حسب رأي الخليفة قد نزلت بعد آية إکمال الدين!!

ومعني ذلک أن الله تعالي قال للمسلمين: اليوم أکملت لکم دينکم، ولکنه لم يکن أکمل أحکام الإرث والربا وأحکام القتل!!

إن أتباع عمر، يريدون ممن يحترم عقله أن يجادل عن شخص غير معصوم ليبرئه من التناقض، ويرمي به الله عزوجل، ورسوله صلي الله عليه وآله!