كيف نشأت هذه الآراء المتناقضه











کيف نشأت هذه الآراء المتناقضه



القصة التالية.. تعطينا ضوءً علي نشأة هذا الاضطراب والضياع:

سئل الخليفة عمر ذات يوم عن تفسير آية الربا وأحکام الربا، فلم يعرفها فقال: أنا متأسف، لأن هذه الآية آخر آية نزلت، وقد توفي النبي ولم يفسرها لنا! ومن يومها دخلت آيات الربا علي الخط، وشوشت علي سورة المائدة، وصار ختام ما نزل من القرآن مردداً بين المائدة، وبين آيات الربا!

ولکن الربا ذکر في أربع سور من القرآن: في الآيتين275 و276 من سورة البقرة والآية161 من سورة النساء، والآية39 من سورة الروم، والآية130 من سورة آل عمران.. وبعض هذه السور مکي وبعضها مدني! فأي آية منها قصد الخليفة؟!

وتبرع الراکضون لتبرير کل عمل وکل قول لعمر، وقالوا إن مقصود الخليفة الملهم هو الآية278 من سورة البقرة! فصار مذهبهم أن آخر آية نزلت من القرآن وضعت في سورة البقرة، التي نزلت في أول الهجرة!

وصار عليهم أن يقبلوا أن مذهبهم أن تحريم الربا تشريعٌ إضافي، لأنه نزل بعد آية إکمال الدين!

ولعلهم يتصورون أنه لابأس بهذه المفارقة في نزول القرآن والوحي، ما دام هدفهم هدفاً شرعياً صحيحاً هو الدفاع عمر بن الخطاب، الذي يعتقدون أنه خليفة رسول الله صلي الله عليه وآله!

قال أحمد بن حنبل في مسنده:36:1:

عن سعيد بن المسيب قال: قال عمر رضي الله عنه: إن آخر ما نزل من القرآن آية الربا، وإن رسول الله صلي الله عليه وسلم قبض ولم يفسرها، فدعوا الربا والريبة!! ورواه في کنز العمال:186:4 عن (ش، وابن راهويه، حم، ه د، وابن الضريس، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، ق في الدلائل).

وقال السرخسي في المبسوط:51:2 و114:12:

فقد قال عمر رضي الله عنه: إن آية الربا آخر ما نزل، وقبض رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل أن يبين لنا شأنها! انتهي. وصلوات الله علي رسوله الذي أنزل عليه وبينه للناس، رغم اتاهه عمر له بأنه لم يبين!!

وقال السيوطي في الإتقان:101:1:

وأخرج البخاري عن ابن عباس قال: آخر آية نزلت آية الربا. وروي البيهقي عن عمر مثله... وعند أحمد وابن ماجة عن عمر: من آخر ما نزل آية الربا. انتهي.

ولکن إضافتهم (من) في هذه الرواية لاتحل المشکلة، کما لم تحلها إضافتها في سورة المائدة، لأن الروايات الأخري ليس فيها (من) وهي نص علي دعوي الخليفة أن آية الربا آخر ما نزل!