اثر هذه الحادثه علي قريش











اثر هذه الحادثه علي قريش



الظاهر أن هذه الحادثة کانت آخر محاولات قريش لانتزاع اعتراف النبي صلي الله عليه وآله باستقلالها السياسي، ولو بصيغة التحالف معه صلي الله عليه وآله، أو بصيغة الحکم الذاتي تحت لواء دولته! فهل سکتت قريش بعد هذه الحادثة؟

الذين يقرؤون التاريخ المکتوب بحبر الخلافة القرشية، ويؤمنون بالإسلام المفصل بمقصات رواتها.. يقولون: من المؤکد أن قريشاً تابت بعد هذه الحادثة وأسلم زعماؤها وأتباعهم وحسن إسلامهم، وتصدقوا وأعتقوا وحجوا، وأکثروا من الصوم والحج والصلاة!

ولکن النبي الصادق الأمين قال (ما أراکم تنتهون يا معشر قريش)!! وطبيعة قريش، وطينة زعامتها تؤکد أنهم واصلوا العمل علي کل الجبهات الممکنة!! لکنهم تراجعوا في ذلک الموضوع رأوا أن حديدة النبي صلي الله عليه وآله حامية، وأن التفکير بالاستقلال السياسي عنه صلي الله عليه وآله تفکيرٌ خاطي ء، وأن محمداً لايقعقع له بالشنان، فهو من علياء هاشم وذروة شجعانها، ومعه ابن عمه قَتَّال قريشٍ ومجندل أبطالها، ومعه الأوس والخزرج الذين تجرؤوا لأول مرة في تاريخهم علي حرب قريش، وقتلوا من أبطالها!!

تراجع عند قريش منطق الإستقلال السياسي عن محمد صلي الله عليه وآله لکن تأکد عندها المنطق القائل إن دولة محمد شملت کل المنطقة، وهي تتحفز لمقارعة الروم والفرس، وقد وعد محمد المسلمين بذلک وتطلعوا إليه.. فلا معني لأن تطالبه قريش بحکم مکة ومن أطاعها من قبائل العرب!

إنه لابد من التأقلم مع الوضع الجديد، والعمل الجاد بالسياسة وبالعنف المنظم، لکي ترث قريش کل دولة محمد صلي الله عليه وآله! فمحمد من قريش، وقريش أولي بسلطان ابنها، ولا کلام للأنصار اليمانية، ولا لغيرهم من القبائل.

أما مسألة بني هاشم الذين يسميهم محمد صلي الله عليه وآله العترة والقربي وتنزل عليه فيهم آيات القرآن، ويصدر فيهم الأحاديث، ويجعل لهم خمس ميزانية الدولة.. فلا بد من معالجة أمرهم بکل الطرق الممکنة!

نعم.. هذا ما وصلت إليه قريش التي أعتقها النبي صلي الله عليه وآله من القتل والاسترقاق الفعلي! وهذا ما جازته به في حياته صلي الله عليه وآله!

وقد ساعدها عليه من ساعدها من أصحابه!!