راوي الحديث جابر السوائي











راوي الحديث جابر السوائي



روت مصادر السنيين حديث الأئمة الإثني عشر عن عدة رواة. وهم: عبدالله بن مسعود. وأبوجحيفة. وجابر بن سمرة السوائي، وهذا الأخير أهمهم، لأن الصحاح اعتمدت روايته کما تقدم. وهو جابر بن سمرة بن جنادة. وقد ذکر ابن حجر في تهذيب التهذيب:35:2 في نسبه (يُقاليْن): فقال: يقال (ابن عمرو بن جندب بن حجير ابن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة السوائي. ويقال: من قبيلة عامر بن صعصعة.

ويؤيد هذا الشک أن الذهبي قال في ترجمته:187:3 (وهو وأبوه من حلفاء زهرة) انتهي. فولو کان من بني عامر بن صعصعة، لم يحتج أن يکون حليفاً لأنهم قرشيون علي السواء مع بني زهرة!

وسمرة هذا، من الطلقاء. فقد قال في تهذيب التهذيب:206:4:

(وقرأت بخط الذهبي إنما مات في ولاية عبدالملک ابنه جابر، وأما سمرة فقديم. وذکر ابن سعد أنه أسلم عند الفتح، ولم أقف علي من أرخ وفاته غير من تقدم). انتهي. ويفهم منه أن الذهبي يشک في أن سمرة قد أسلم، ولذا قال أن ابن سعد ذکر ذلک. ولکن البخاري قال في التاريخ الکبير:177:4:

(إن لسمرة هذا صحبة). انتهي.

أما جابر ابنه فهو فرخُ طليق، فقد کان صغيراً عند فتح مکة، لأنه توفي سنة 76 ولأنه يروي أن النبي صلي الله عليه وآله مسح علي خد الصبيان المصلين في المدينة بعد الفتح وکان منهم. (سير أعلام النبلاء:187:3).

ولعل جابر بن سمرة عاش في کنف خاله سعد بن أبي وقاص في المدينة، وقد روي أنه اشترک في فتح المدائن، ثم سکن الکوفة وابتني بها داراً. (أسد الغابة:254:1) وعلي هذا يکون جابر في حجة الوداع صبياً صغيراً أو مراهقاً، ويکون الراوي الوحيد المعتمد في الصحاح لحديث أئمة هذه الأمة بعد نبيها.. هذا الصبي الطليق من حلفاء قريش!

فاعجب ما شئت لشيوخ قريش، وکبار الصحابة، حيث لم يکن عندهم ذکاء هذا الصبي الطليق، واهتمامه بمستقبل الأمة، وأئمتها الربانيين! أو فاعجب للخلافة القرشية کيف سيطرت علي مصادر الحديث النبوي عند السنيين، فلم تسمح بتدوين حديث في الأئمة الإثني عشر، الذين بشر بهم رسول رب العالمين صلي الله عليه وآله.. إلا حديث هذا الصبي!!