محمد السبعي الحلي











محمد السبعي الحلي



(...- 920 ه)

أبوأحمد محمد بن عبداللَّه بن حسن السبعي البحراني الحلي، فاضل مؤلّف وأديب شاعر، زار العتبات المقدّسة وسکن الحلّة أيّام مجدِها طالباً للعلم فأصبح عالماً فاضلاً فقيهاً جليلاً وتلمذ علي ابن المتوّج البحراني، وله شروح وتعليقات علميّة وأدبيّة وشعرٌ کثيرٌ في أهل البيت عليهم السلام، توفّي سنة 920 ه 1514 م.

وله هذا التخميس لقصيدة الشاعر الشيخ رجب البرسي المار ذکره کما نُسب الي أحمد السبعي أيضاً:


أعيت صفاتک أهل الرأي والنظرِ
وأوردتهم حياض العجز والخطرِ


أنت الذي دق معناه لمعتبرِ
يا آية اللَّه بل يا فتنة البشرِ


وحجة اللَّه بل يا منتهي القدرِ

عن کشف معناه ذو الفکر الدقيق وهَنْ
وفيک رب العلا أهل العقول فَتَنْ


أني بحدّک يا نور الإله فطنْ
يا من اليه إشارات العقول ومنْ


فيه الألبّاء تحت العجز والخطرِ

ففي حدوثک قوم في هواک غووا
إن أبصروا منک أمراً معجزاً فغلوا


حيرت أذهانهم يا ذا العلام فعلوا
هيمت أفکار ذي الأفکار حين رأوا


آيات شأنک في الأيام والعصرِ

[صفحه 285]

أوضحت للناس أحکاماً محرفةً
کما أتيت أحاديث مصحفةً


انت المقدم اسلافاً وسالفةً
يا أولاً آخراً نوراً ومعرفةً


يا ظاهراً باطناً في العين والأثر

يا مطعم القرص للعافي الأسير وما
ذاق الطعام وأمسي صائماً کرما


ومرجع القرص إذ بحر الظلام طما
لک العبارة بالنطق البليغ کما


لک الإشارة في الآيات والسورِ

أنوار فضلک لا تطفي لهن عدا
مما يکتمه أهل الضلال بدا


تخالفت فيک أفکار الوري أبدا
کم خاض فيک اناس وانتهي فغدا


معناک محتجباً عن کل مقتدرِ

لولاک ما اتسقت للطهر ملتُه
کلا ولا اتضحت للناس شرعتُه


ولا انتفت عن أسير الشک شبهتُه
أنت الدليل لمن حارت بصيرتُه


في طي مشتبکات القول العبرِ

أدرکت مرتبة ما الوهم يدرکُها
وخضت من غمرات الحرب مهلکُها


مولاي يا مالک الدنيا وتارکُها
أنت السفينة مَن صدقاً تمسّکُها


نجا ومن حاد عنها خاض في الشررِ

من نور فضلک ذو الأفکار مقتبسُ
ومن معالم ربّ العلم مختلسُ


لولا بيانک أمر الکل ملتبسُ
فليس قبلک للأفکار ملتمسُ


وليس بعدک تحقيق لمعتبرِ

جاءت بتأميرک الآيات والصحفُ
فالبعض قد آمنوا والبعض قد وقفوا


لولاک ما اتفقوا يوماً ولا اختلفوا
تفرق الناس إلا فيک وائتلفوا


فالبعض في جنَّة والبعض في سقرِ

[صفحه 286]

خير الخليقة قوم نهجک اتبعتْ
وشرّها مَن علي تنقيصک اجتمعتْ


وفرقة أولت جهلاً لما سمعتْ
فالناس فيک ثلاث فرقة رفعتْ


وفرقة وقعت بالجهل والقذرِ

يا ويحها فرقة من کان يمنعُها
لو أنها اتبعت ما کان ينفعُها


يا فرقة غيّها بالشوم موقعُها
وفرقة وقعت لا النور يرفعُها


ولا بصائرها فيها بذي عورِ

بعظم شأنک کل الصحف تعترفُ
ومن علومک رب العلم يغترفُ


لولاک ما اصطلحوا يوماً وما اختلفوا
تصالح الناس إلا فيک واختلفوا


إلا عليک وهذا موضع الخطرِ

جائت بتعظيمک الآيات والسورُ
فالبعض قد آمنوا والبعض قد کفروا


والبعض قد وقفوا جهلاً وما اختبروا
وکم أشاروا؟ وکم أبدوا؟ وکم ستروا؟


والحق يظهر من بادٍ ومستترِ

أقسمت باللَّه باري خلقنا قسما
لولاک ما سمّک اللَّه العلي سما


يا من له اسم بأعلي العرش قد رسما
أسماؤک الغر مثل النيّرات کما


صفاتک السبع کالأفلاک ذي الأکرِ

انت العليم اذا رب العلوم جهلْ
إذ کل علم فشا في الناس عنک نُقِلْ


وأنت نجم الهدي تهدي لکل مضِلّْ
وولدک الغر کالابراج في فلک الْ


معني وانت مثال الشمس والقمرِ

أئمة سور القرآن قد نطقتْ
بفضلهم وبهم طرق الهدي اتسقتْ


طوبي لنفس بهم لا غيرهم وثقتْ
قومٌ هم الآل آل اللَّه من علقتْ


بهم يداه نجي من زلة الخطرِ

[صفحه 287]

عليهم محکم القرآن قد نزلا
مفصّلاً من معاني فضلهم جملا


هم الهداة فلا تبغي لهم بدلا
شطر الامانة معراج النجاة إلي


أوج العلوم وکم في الشطر

من غيرِ بلطف سرک موسي فجّر الحجرا
وأنت صاحبه إذ صاحب الخضِرا


وفيک نوح نجا والفلک فيه جرا
يا سرّ کل نبي جاء مشتهرا


وسرّ کل نبي غير مشتهرِ

يلومني فيک ذو جهل أخو سفهِ
ولا يضر محقّاً قول ذي شبهِ


ومن تنزه عن ندٍّ وعن شبهِ
اجلُّ وصفک عن قدر لمشتبهِ


وانت في العين مثل العين في الصورِ

[صفحه 288]


صفحه 285، 286، 287، 288.