محمد بن حمّاد الحلّي
ابو الحسن محمد بن حمّاد الحلّي، فاضلٌ مؤلف وأديبٌ کاتب، ولد في الحلّه الفيحاء ونشأ بها ونهل من حرکتها العلميّة والأدبيّة وهو معاصر لزميله الخلعي (وهو غير الخليعي) وقد عارضه وجاراه في ما قاله من قصيد، توفّي في حدود 900 ه 1464 م، وله في أهل البيت عليهم السلام شعر کثير. ومنه قوله في مطلع: ما ضرّ عهد الصبا لو أنه عادا حتي قوله: سبحانه واصطفي من خلقه حججاً مثل النجوم التي زان السماء بها أعطاهم اللَّه ما لم يعطه أحداً محمد وعليٌّ، خير مبتعثٍ والصادقون أُولو الامر الذين لهم آل الرسول وأولاد البتول همُ أعلي الخليقة همّاتٍ وأطهر أُمّ سرج الظلام اذا ما الليل جنهم اما عليٌّ فنور اللَّه جلّ فهل واخي النبي وواساه بمهجته هو الجواد أبوالاجواد وابنهم ما قال لا قط للعاني نداه ولا يجدي ويسدي ويغني کف سائله يعد ميعاده بخلاً فلست تري يلتذّ بالجود حتي انّ سائله مَن کان بادر في بدر سواه وما مَن قدَّ عمرو بن ودّ في النزال ومَن ان جرّد السيف في الهيجاء عوّضه سيد أقام عمود الدين قائمه تري المنايا له يوم الوغي خدماً واليته مخلصاً لا أبتغي بدلاً يا سيدي يا امير المؤمنين ومَن يا خير مَن قام يوماً فوق منبره مَن کان اکثر اهل الأرض منقبة کسرت أصنامهم بالأمس فاعتقدت فصار حبّک ايماناً وتبصرة وقوله في مطلع آخر: النوم بعدکمُ عليَّ حرامُ حتي قال: [صفحه 280] وهمُ عماد الدين والدنيا وهم منهم أمير النحل والمولي الذي وهو الامام لکل من وطئ الحصا يغني العفاة عن السؤال تکرّماً أمواله للسائلين غنيمة واذا تحزّم للبراز تقطعت واذا انتضي اسيافه في مأزق واذا رنا نحو الشجاع بطرفه واذا الحروب توقَّدت نيرانها فالبيض شمس والأسنة أنجم حتي اذا ما قيل حيدرة أتي لا يملکون تزيّلاً عنه کأن القوم وکأن هيبته قيود عداته رجل يحبُّ اللَّه وهو يحبّه کانت هدايا اللَّه تأتيه بها تفني الصفات وليس يدرک فضله واليته وبرئت من أعدائه [صفحه 282]
(...- 900 ه)
يوماً فزوّدني من طيبه زادا
مطهرين من الادناس أمجادا
کذاک ميزهم للارض أوتادا
فاصبحوا في ظِلال العزّ أوحادا
وخير هاد لمن قد رام إرشادا
حکم الخليقة إصداراً وإيرادا
خيرُ البرية آباء وأولادا
-اتٍ واکرم آباءَ وأجدادا
قاموا قياما لوجه اللَّه عبّادا
يسطيع خلق لنور اللَّه إخمادا
وما وني عنه اسعافا واسعادا
وهکذا تلد الأجواد أجوادا
لکل من جاءه للعلم مرتادا
يداً فان عاد في استيجاده زادا
دون العطاء له بالجود ميعادا
لو سامه نفسه جوداً بها جادا
ان حاد في يوم احدٍ کالذي حادا
اضحي لعمرو بن عبدالقيل مقتادا
من الغمود رؤوس الصيد اغمادا
ضرباً وقوّم ما قد کان ميّادا
بعون ربک والأملاک أجنادا
منه ولست ابالي کيد مَن کادا
بحبه طبت اعراقا وميلادا
وخير مَن مسکت کفّاه أعوادا
يکون اکثر اهل الأرض حسّادا
منها لک الدهر اضغاناً واحقادا
وصار بغضک کفراناً والحادا
مَن فارق الأحباب کيف ينامُ
للحق رکن ثابت وقوام
هو للشريعة معقل ونظام
بعد النبي وما عليه امام
فينيلهم اضعاف ما قد راموا
وله بأخذهم لها استغنام
ايدي الحروب فما يشدّ حزام
فغمودهن من الکماة الهام
فلحاظه في لُبّتيه سهام
ولها بآفاق السماء ظلام
ملنقع ليل فوقهن رکام
خفتوا فلم يسمع هناک کلام
لم تخلق لها اقدام
لا خلف ينجيهم ولا قدّام
فعليه منه تحية وسلام
منه ملائکة عليه کرام
تضلّ دون بلوغه الأوهام
أفهل عليَّ بما فعلت ملام
صفحه 280، 282.